هل هي مفارقة ايجابية أن يفتتح "سنيور" الأندية ريال مدريد القرن ال21 بالفوز في المسابقة الأوروبية الأبرز، التي دشن ألقابها في القرن ال20 عندما كانت تحمل اسم كأس الأندية البطلة العام 1956؟ علماً أن تكريس الانتصار تحقق في المرتين في باريس. التي استضافت سابع نهائي ضمن المسابقات الأوروبية للأندية. يوم فاز ريال مدريد على ريمس الفرنسي 4 - 3 في 13 حزيران يونيو 1956، وأحرز اللقب الأول للأندية الأوروبية البطلة، قيل ان النادي الاسباني شهد ولادته الثانية، بعد الأولى التي كانت يوم تأسيسه في شتاء 1902 على أيدي مجموعة من الطلاب، أصبحت غالبيتهم من المناضلين في الحرب الأهلية الاسبانية، وفي مقدمهم رئيسه التاريخي سانتياغو برنابي 1943 - 1978 الذي يحمل ملعب النادي اسمه، وتعني له فرنسا الكثير، فهي "موطنه الثاني"، وكان طلب اللجوء السياسي اليها، وتقدم من سفارتها في مدريد بهذا الطلب في 22 آب اغسطس 1936، حيث أكّد له القائم بأعمالها بوميراك قوله "منذ الآن انت تحت حماية العلم الفرنسي". على ملعب سان دوني في الضاحية الباريسية الشمالية، خاض "السنيور" مباراته ال213 في مسابقة كأس الأندية الأوروبية على مدى 30 مشاركة، وبلغ خلالها الدور النهائي للمرة ال11، والى الألقاب الثمانية في هذه المسابقة، يتضمن سجل ريال مدريد احرازه كأس الاتحاد الأوروبي 1995 و1996، والكأس القارية "انتركونتيننتال" 1960 و1998، ومع انتصاره سنة 2000، عادلت اسبانيا الرقم القياسي المسجل باسم ايطاليا في عدد الألقاب في مسابقة دوري ابطال أوروبا برصيد 9 ألقاب 8 لريال مدريد وواحد لبرشلونة. واللافت أن ريال احتكر لقب المسابقة في الأعوام الأربعة الأولى بفضل جيل ذهبي مكون من الارجنتيني ألفريدو دي ستيفانو وفرانشيسكو خنتو والهنغاري بوشكاش والفرنسي ريمون كوبا... قبل أن يستعيد المبادرة العامين 1966 و1998. وضمت التشكيلة التي فازت على ريمس: ألونزو واتينانزا وماركيتوس وليسمس ومونوز الكابتن وزرّاغا ومارسال وريال خوسيتو ودي ستيفانو وخنتو.... وحضر اللقاء في "البارك" القديم 38239 متفرجاً. عامذاك سبقته سمعته الى العاصمة الفرنسية، التي شهدت انتصاره على ريمس 2 - صفر العام 1955 واحرازه "الكأس اللاتينية"، التي أطلقت 1949، وضمت أندية فرنسية وايطالية واسبانية وبرتغالية. ويؤكد الخبراء ان تلك التشكيلة التي عززت لاحقاً ببوشكاش وكوبا وسانتا ماريا، هي "نسيج نفسها" نظراً للمميزات الفنية المتكاملة عند عناصرها، فهناك دائماً عشرة مهاجمين واحد عشر مدافعاً "يمشطون" خطوط الملعب. كما يضيف الخبراء ان اللاعب الوحيد المتكامل فنياً في التشكيلة الحالية هو راوول غونزاليس. ... أول من أمس كانت فرحة المدرب ديل بوسكي لا توصف، وقد يكون محا من ذاكرته خسارة ريال أمام ليفربول صفر - 1 في نهائي مسابقة 1981 في باريس أيضاً، وكان يومها لاعباً في الفريق.