واشنطن - رويترز - أشادت الصين أمس بمشروع القانون "الحكيم" الذي أقره مجلس النواب الاميركي ويقضي بمنحها علاقات تجارية عادية، ولكنها شنت هجوماً حاداً على بنود في القانون الجديد تتعلق بمراقبة سجلها في حقوق الانسان. وينهي مشروع القانون عقدين من الخلافات على الصادرات الصينية لأكبر شريك تجاري لبكين، بإلغاء عمليات المراجعة السنوية التي يجريها الكونغرس. ويمهد تمرير مشروع القانون الطريق امام انضمام الصين إلى عضوية منظمة التجارة العالمية، ويعطي دفعة سياسية قوية لرئيس وزراء الصين الاصلاحي جو رونججي والرئيس جيانج زيمين. وأدت انباء موافقة الكونغرس على مشروع القانون بغالبية 237 صوتاً واعتراض 197 صوتاً الاربعاء إلى ارتفاع اسواق الأسهم الصينية عند الفتح على رغم ان انفتاح الصين امام المنافسة الأجنبية قد يسبب معاناة شديدة على المدى القصير بحرمان ملايين الموظفين من وظائفهم. وشاب فرحة الصين غضب من بنود في القانون تنص على انشاء لجنة لمراقبة سجلها في مجال حقوق الانسان والتوصية بعقوبات. ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" عن هو شوشينغ المسؤول في وزارة التجارة قوله إن القانون الجديد سيساعد في تطوير متين ومستقر للتعاون التجاري والاقتصادي الثنائي مع الصين على أساس من المساواة. إلا أن المسؤول هاجم بنود حقوق الانسان، ووصفها بأنها تدخل في الشؤون الداخلية للصين، وقال إنها "غير مقبولة". وأضاف ان الصين تعرب عن "استيائها الشديد من هذا الاجراء وتحتفظ بالحق في الرد عليه مستقبلاً". وتابع: "نحض الجانب الأميركي على تصحيح هذا الخطأ لضمان تطور قوي وسلس للتعاون الاقتصادي والتجارة بين الصينوالولاياتالمتحدة". وهذا أول رد فعل صيني رسمي لتمرير مشروع القانون الذي واجه معارضة عنيفة، ويقضي بمنح بكين علاقات تجارية عادية دائمة، مما يضمن دخول البضائع الصينية إلى الأسواق الأميركية برسوم جمركية منخفضة مثل منتجات الدول الأخرى. وتتوقع الصين الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية هذا العام، بعدما تغلبت على آخر عقبة رئيسية أمامها، بتوقيع اتفاق لفتح الأسواق مع الولاياتالمتحدة. وتعد موافقة مجلس النواب الأميركي على مشروع القانون انتصاراً باهراً للرئيس بيل كلينتون في السنة الأخيرة من ولايته. وتؤيد مشروع القانون الشركات الكبرى، فيما تعارضه نقابات العمال. وستفتح الصين بدورها مجموعة واسعة من أسواقها أمام الشركات الأميركية وفقاً لبنود اتفاقية تجارية مهمة وقعها البلدان في تشرين الثاني نوفمبر 1999 تمهد الطريق أمام انضمام بكين إلى منظمة التجارة العالمية. من ناحية أخرى، رحبت تايوان أمس بهذه الخطوة، لأنها "تحسن الفرص أمام جانبي مضيق تايوان للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية". وارتفعت أسهم الشركات التي تستثمر في الصين بشدة في أوائل معاملات أمس على رغم اعلان وزارة الدفاع التايوانية ان بكين ستجري مناورات تدريبية قبالة اقليم فوجيان بين 25 و31 أيار مايو.