وقع انقسام حاد في صفوف الإسلاميين، في شأن انتخابات نقابة المحامين، بعد إصرار جماعة "الإخوان المسلمين" على معاودة سيطرتهم على النقابة، اذ قدموا أمس أوراق ترشيح المحامي محمد أبو الوفا للمنافسة على المقعد المخصص لمحافظة قنا حيث يترشح الأمين العام ل"رابطة المحامين الاسلاميين" السيد منتصر الزيات. وكانت الرابطة أعلنت قبل اسبوعين نيتها ترشيح الزيات وحده ليمثلها في الانتخابات في حين كان "الإخوان" أعلنوا ترشيح ثمانية فقط تفادياً لاستفزاز الحكومة. لكنهم غيروا استراتيجيتهم عقب صدور قرار تجميد "حزب العمل" ووقف صحيفته "الشعب"، بترشيحهم 12 محامياً. واستغربت أوساط المحامين تخلي "الإخوان" عن دعم الزيات على رغم العلاقة الوطيدة التي تربطه بهم، وفسروا الأمر على أن "الجماعة" لا ترغب في دخول وجوه أخرى من الإسلاميين مجلس النقابة. ولم تقنع احدا تصريحات قادة "الإخوان" بأن التنظيم رشح ثمانية فقط من عناصره، وأن المرشحين الاخرين المحسوبين عليهم ترشحوا من دون الحصول على موافقة مكتب الإرشاد، إذ أن المعلوم أن القرارات الصادرة عن مكتب الإرشاد تكون ملزمة لأعضاء الجماعة. وكان قادة "الإخوان" أجبروا قبل ثلاث سنوات عناصر من "الإخوان" شاركوا في تأسيس حزب الوسط على الانسحاب من عضوية الحزب وإلغاء توكيلات كانوا وقعوها إلى المهندس أبو العلا ماضي وأقال التنظيم آخرين رفضوا الانصياع للأمر. وكشفت مصادر "الإخوان" وجود خلافات داخلية في التنظيم تتعلق بطريقة التعاطي مع الانتخابات. واوضحت أن فريقا يرى ان التخلي عن دعم الزيات سيؤدي الى تشويه صورة الجماعة أمام الرأي العام وسيظهرها وكأنها تغلب مصالحها الخاصة على المصلحة العامة، ملاحظة أن "كل خيوط انتخابات النقابة كانت في يد النائب السابق مختار نوح الذي القي القبض عليه في منتصف تشرين الأول اكتوبر الماضي مع 19 آخرين من رموز "الإخوان" في النقابات المهنية يحاكمون حالياً أمام محكمة عسكرية، مما أربك الجماعة بشدة". واضافت المصادر: "افرزت السنوات الأربع التي سيطر فيها الإخوان على النقابة منذ العام 1992 وحتى فرضت عليها الحراسة بداية العام 1996 خلافاً حاداً بين نوح الذي كان يشغل موقع أمين الصندوق في النقابة والقطب البارز سيف الإسلام حسن البنا الذي شغل موقع الامين العام للنقابة. وحال انقسام مواقف أعضاء مكتب الإرشاد في هذا الشأن دون حل الخلاف، خصوصا ان نوح تلقى تأييد نائب المرشد المستشار مأمون الهضيبي في حين وجد البنا الدعم من الشيخ أحمد حسنين. وبعد القبض على نوح احيل ملف نقابة المحامين على محمد طوسون الذي سعى إلى دعم التحالف مع مرشح الحزب الوطني الحاكم لمقعد النقيب رجائي عطية، لكنه لم يتمكن من السيطرة على رغبة محامين آخرين في الترشيح ممن وجدوا في غياب نوح الفرصة لكونه عارض ترشيحهم من قبل". وأوضحت المصادر "أن قادة الإخوان فضلوا عدم التصدي للمخالفين للتعليمات ممن اقدموا على ترشيح انفسهم خارج القائمة التي حددها مكتب الارشاد تجنباً لوقوع انقسام آخر، إضافة الى أن فريقاً من القادة فسر الأمر بطريقة أخرى واعتبره ايجابياً ولم يستبعدوا حصول الجماعة مرة أخرى على غالبية مقاعد مجلس النقابة لتكون نافذة جديدة للتنظيم عوضاً عن حزب العمل وصحيفة الشعب".