أطلق فريق الطوارئ في مركز "سي. آي. آر. تي" للتنسيق المعلوماتي في جامعة "ميلون كارنغي" الاميركية تحذيراً أول من أمس الثانية عشرة بتوقيت غرينيتش على الشبكة العالمية من فيروس جديد أصاب نحو ستة آلاف جهاز كومبيوتر، وهو نسخة معدلة عن فيروس "أحبك" الذي اجتاح ملايين الاجهزة قبل اسبوعين وتسبب في خسائر قدرت بعشرة بلايين دولار يمكن ان ترتفع مع الاحصاء النهائي للاجهزة المستهدفة، ومعظم الخسائر بسبب ساعات العمل الاضافية اللازمة لاصلاح الاضرار. وجاء في تحذير المركز الذي تموله الحكومة الاميركية ان فيروس "حب جديد" أشد فتكاً من الفيروس الأم وصنفه بأنه عالي الخطورة، خصوصاً انه يمحو كل الملفات الساكنة في القرص الصلب والموجودة على شبكات العمل الداخلية Network. في حين استهدف فيروس "الحب" على الملفات الجديدة. وعلى رغم بطء انتشار "حب جديد" فقد أثبت انه أكثر مكراً. فهو لا يكتفي بتغيير اسمه في كل مرة ينتقل فيها من موقع الى آخر عبر قائمة العناوين في دليل البريد الالكتروني، بل يستخدم الأسماء الموجودة فيها معدلاً آخرها باضافة VBS اختصار Visual Basic Script فيظن المستخدم ان مصدر البريد الجديد معروف وآمن. وعندما يفتح ملحقات الرسالة الالكترونية، يكون فيروس "حب جديد" سلك طريقه الى ازالة الملفات، محولاً رسائل الحب الى رسائل كراهية. وزيرة العدل الأميركية جانيت رينو التي اعلنت اطلاق حملة تحقيقات واسعة في شأن الفيروس أكدت ان خصائص "حب جديد" تجعله "أشد خطورة، ومهمة البرامج المخصصة لمكافحته أكثر صعوبة". ويستبعد بعض خبراء الكومبيوتر ان يكون الفيروس الجديد نسخة معدلة من فيروس ""احبك"، ويخشون أن يكون فصيلة جديدة كلياً من "الدود" Worm. ف"حب جديد" يضاعف حجم الملحقة Attachment بانتقاله من عنوان الى آخر. وكان الظهور الأول للفيروس في اسرائيل، حيث فصل الكومبيوتر الذي رصد فيه عن الشبكة العالمية، لكن نسخاً عنه سرعان ما ظهرت في أوروبا والولايات المتحدة. وتلقى فريق الطوارئ الاميركي أكثر من ثلاثمئة بلاغ عن الفيروس في غضون ساعتين فقط. وبعد يوم واحد من انتشاره خفضت وكالات مكافحة الفيروسات تصنيفه من عالي الخطورة الى معتدل، وبررت ذلك بأن الشركات وملاحي الشبكة باتوا اكثر حذراً، نتيجة حال الاستنفار المعلنة منذ اسبوعين لمواجهة فيروس "احبك". وفي انتظار جلاء مصدر الفيروس وسبل مكافحته تبقى شركة "مايكروسوفت" الاميركية التي تواجه دعوى قضائية لتفكيكها، المتضرر الأول من "الأوبئة الالكترونية". ف"حب جديد" كما "احبك" ينتشر عبر نظام "أوتلوك" outlook الذي توزعه الشركة مع ملاح "اكسبلولر". وأعلنت "مايكروسوفت" انها ستوفر مجاناً عبر الشبكة العالمية بعد يومين نسخة معدلة من "اوتلوك" تمنع القراصنة من الدخول الى قوائم بريد زبائنها. ونفى مدير الانتاج فيها توم بايلي ان تكون الشركة مستهدفة بحملات القراصنة. وعزا استهداف "اوتلوك" الى انتشاره الواسع. وإضافة الى "مايكروسوفت" فان اسواق الأسهم الالكترونية تبقى ضحية، وإن بصورة غير مباشرة لهجمات القراصنة، فانهيار الاسعار الى مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة وتكرار ظهور الفيروسات ينفر المستثمرين ويحول دون تعافي اسهم الشركات الالكترونية التي تواجه احصاءات سوداوية، ويقول آخرها ان ما بين 70 و80 في المئة من شركات التجارة الالكترونية الجديدة سيختفي بعد عامين أو ثلاثة.