اعلنت دولة البحرين انها أوقفت أعمال اللجنة العليا القطرية - البحرينية المشتركة معربة عن "خيبة أملها وأسفها" ل"تجاوز دولة قطر" الوساطة السعودية وعدم تجاوبها مع المساعي الحميدة لرئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجل التوصل الى حل اخوي لجميع أمور الخلاف الحدودي بين البلدين. وأعربت وزارة الخارجية البحرينية في بيان أصدرته أمس عن "إيمانها بأن الخلافات الحدودية بين دول المنطقة كانت ولا تزال أكبر عقبة أمام التعاون المشترك، وان إثارتها بين الوقت والآخر لا تخدم أياً من تلك الدول بل تؤدي الى مزيد من الانقسام والفرقة والتباعد بين الأشقاء". وتابع البيان: "من هذا المنطلق وفي ما يتعلق بالخلاف الحدودي القائم بين دولتي البحرينوقطر فإن دولة البحرين ومنذ أمد طويل حاولت التوصل الى حل أخوي لهذا الخلاف اذ لم تدخر جهداً في دعم وساطة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لحل الخلاف أخوياً، وكذلك من خلال المساعي الحميدة التي بذلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة لحل هذا الخلاف". وأضاف البيان: "في الفترة الأخيرة وبناء على رغبة أمير دولة قطر أثناء زيارته الأخيرة لدولة البحرين بتاريخ 28/12/1999 للنظر في امكانية التوصل الى حل اخوي للخلاف القائم بين البلدين الشقيقين، تم تبادل عدد من الزيارات بين قيادتي البلدين وتم تشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة اولياء العهد في البلدين على أن يكون أهم أهدافها الرئيسية النظر في امكان التوصل الى حل أخوي للخلاف القائم بين البلدين وهو توجه تلقى عليه البلدان التهاني من الأشقاء والأصدقاء في المنطقة ومن مختلف أنحاء العالم. وأوضح ان "دولة البحرين بذلت جهداً كبيراً إثر ذلك من أجل التوصل الى حل اخوي لجميع أمور الخلاف الحدودي من خلال عمل اللجنة العليا. وقدمت مقترحات لهذا النهج إلا أنه من المستغرب أنها لم تحصل على رد ايجابي حتى الآن". وأعرب البيان عن "خيبة أمل دولة البحرين وأسفها لذلك خصوصاً أن البلدين في بداية عهد جديد يحمل الكثير من الخير لشعبيهما، وإذ ان الطلب المنفرد الذي تقدمت به دولة قطر ضد دولة البحرين لدى محكمة العدل الدولية يعد تجاوزاً للوساطة السعودية وغير متجاوب مع المساعي الحميدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، فإن دولة البحرين تجد نفسها مضطرة لوضع أعمال اللجنة العليا المشتركة جانباً". وختم البيان مؤكداً ان البحرين "تكن للأشقاء القطريين كل المحبة والمودة وهي باقية في القلوب إذ اننا شعب واحد تجمعه وشائج القربى ووحدة المصير". وكانت اشارات عدة صدرت عن المنامة في الآونة الاخيرة وعبرت عن استياء من استمرار الدوحة في السعي الى تحكيم دولي في الخلاف الحدودي. ولم يصدر اي رد فعل قطري امس على البيان البحريني. ويذكر ان الدوحة اعتبرت دائماً ان نجاح اللجنة العليا المشتركة في حل الخلاف يوقف اللجوء الى التحكيم الدولي، اما اذا لم تفلح اللجنة فإن السعي الى التحكيم يبقى قائماً. ويفترض ان تستأنف المرافعات امام محكمة العدل الدولية في لاهاي في التاسع والعشرين من ايار مايو الجاري وتستمر لمدة خمسة اسابيع.