أشار رئيس الوزراء السوري الدكتور محمد مصطفى ميرو الى اهتمام بلاده ب"مواصلة الجهود لاحلال السلام العادل والشامل" مع اسرائيل، في وقت تجرى الاستعداد لعقد اجتماع سوري - سعودي - مصري على مستوى وزراء الخارجية في الايام المقبلة لدعم موقف دمشق في مفاوضات السلام وبحث موضوع القمة العربية. في وقت قالت اوساط فرنسية ل"الحياة" في باريس ان رجل اعمال يهودياً زار في الاسابيع الاخيرة دمشق وبيروت مرات عدة في اطار جهود السلام بين دمشق وتل ابيب. وقال ميرو في خطاب القاه امس لمناسبة "عيد العمال": "ما يستقطب الاهتمام هو مواصلة الجهود لاحلال السلام العادل والشامل على اساس صريح واضح لا لبس فيه ولا غموض وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام بما يحقق الانسحاب الكامل من الجولان الى خطوط 4 حزيران يونيو 1967 وانسحاب اسرائىل الفوري من جنوبلبنان وبقاعه الغربي براً وبحراً وجواً"، مؤكداً ان دمشق "ثابتة على خيارها الاستراتيجي" وانها "لن تتنازل عن حقوقها او تفرط بذرة من ترابها الوطني لارضاء نزعات التوسع والهيمنة". وبدأت اجواء التشاؤم على المسار السوري-الاسرائىلي بعد رفض رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك السيادة السورية على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا في اطار الانسحاب الى خطوط 4 حزيران. لكن عدداً من المبعوثين حاول بذل جهود للوصول الى حل لأزمة المفاوضات، اذ زار السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز دمشق قبل اسبوعين. كما ان مصادر فرنسية قالت ل"الحياة" في باريس ان رجل اعمال يهودياً يعمل في شركة الطائرات "داسو" يدعى بول كوهين زار دمشق وبيروت نحو اربع مرات في الاسابيع الاخيرة في اطار جهود السلام. وكان اللورد البريطاني مايكل ليفي المقرب من رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وصديق باراك لعب دوراً في "بناء الثقة" بين الاطراف المعنية قبل استئناف المفاوضات في نهاية العام الماضي. وتبدي دمشق حذراً ازاء مهمات مبعوثين كهؤلاء لانها تعطي الانطباع بأن "الامور على مايرام"، لكنها ارسلت عدداً من الاشارات تدل على رغبتها في استمرار عملية السلام وتمسكها بها على الاساس الانسحاب الكامل من الجولان، فأبلغت الخارجية السورية "رسالة شفوية" الى الادارة الاميركية رداً على اقتراح حمله الرئيس بيل كلينتون الى الرئيس حافظ الأسد في قمة جنيف في 26 آذار مارس الماضي. ونقل النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة عن وزير الخارجية فاروق الشرع قبول بلاده ل"حل وسط وتقديم ضمانات" لقضية مياه طبريا في حال وافقت تل ابيب على السيادة السورية الكاملة على شاطئ البحيرة. وفيما واصلت اسرائىل الحصول على الدعم الدولي للانسحاب من جنوبلبنان، اكدت سورية - خلال محادثات اجراها الشرع مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية هوبير فيدرين في باريس الاسبوع الماضي - دعمها ل"الانسحاب الاسرائيلي الفوري من جنوبلبنان في اطار اتفاق سلام شامل" في الشرق الاوسط. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الاستعدادات تجري لعقد اجتماع وزراء خارجية سورية الشرع والسعودية الامير سعود الفيصل ومصر عمرو موسى ل"تأكيد الدعم العربي لمواقف دمشق والبحث في عقد قمة عربية". واشارت الى ان الوزراء "ربما" يزورون تدمر وسط البلاد، حيث يعقد "مهرجان البادية الثامن". وقال رئيس الوزراء السوري امس :"ان الدول العربية والاسلامية الصديقة تؤيد موقف" بلاده.