قال النائب العربي في الكنيست الاسرائىلية عزمي بشارة ل"الحياة" إن سورية مستعدة لتقديم "حلول وسط وضمانات" الى اسرائىل في شأن قضية المياه في اطار مفاوضات حسب القانون الدولي، مؤكداً ان موضوع "السيادة السورية" على الجولان بما في ذلك شاطئ بحيرة طبريا "غير خاضع للنقاش" بالنسبة الى دمشق. وقال بشارة ان المسؤولين السوريين مقتنعون بأن الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان "ليس بريئاً" وانه يخفي نيات ل"ضربة عسكرية مغطاة دولياً" ضد لبنان مع ان الانسحاب يشكل "هزيمة للجيش الاسرائىلي". وكان بشارة يتحدث بعد لقائه أمس مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع. وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول "الانسحاب الاحادي من جنوبلبنان وعملية السلام المتوقفة بسبب سياسة الحكومة الاسرائىلية المتعنتة والرافضة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة على اساس مرجعية مدريد وقرارات الأممالمتحدة وصيغة الارض مقابل السلام". وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان واشنطن لم تبلغ دمشق الى الآن جواباً عن "الردّ الشفوي" الذي قدمته الخارجية السورية الى السفير الاميركي في دمشق رايان كروكر بعد قمة جنيف بين الرئيسين حافظ الاسد وبيل كلينتون. وأشارت المصادر إلى أن "المبادرة هي في الجانب الاميركي، للقيام بجهود تعيد دمشق وتل ابيب الى مائدة التفاوض". وكان رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك رفض في اقتراح نقله كلينتون الى الأسد الانسحاب من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا التي كانت مع سورية ضمن حدود الرابع من حزيران يونيو. وسئل بشارة عن "الحل الممكن" لاستئناف المفاوضات، فأجاب: "المشكلة انه ليس هناك موقفان مبرران تاريخياً. هناك موقف سوري مبرر تاريخياً ويعني السيادة السورية على الارض المحتلة العام 1967، وهذه السيادة غير خاضعة للنقاش او المساومة. لكن المطروح هو قدرة باراك على التعامل بجدية مع السيادة العربية لفتح المجال لحلول وسط للقضايا الأخرى المطروحة مثل المياه". وأوضح رداً على سؤال ان "الحل الوسط الممكن هو سيادة سورية على الشاطئ مقابل ضمانات وحلول وسط في شأن المياه"، مستدركاً:"دمشق غير مستعدة لحل وسط في شأن السيادة لكنها مستعدة لتقديم ضمانات وحلول وسط بالنسبة إلى قضية المياه، بأن تتعهد تدفق المياه وجريانها الى البحيرة". وعن تفسيره لمعنى المطلب السوري ب"ترسيم" خط 4 حزيران، قال إن دمشق "لاتطالب بالاعتراف بالخط بل بترسيمه. أي أنها لا تقبل بأن يعترف باراك بالانسحاب إلى خط 4 حزيران ثم يكون الترسيم في مكان مختلف، بل هي تطالب بأن يقوم خبراء فنيون بترسيم الخطوط كما كانت عليه قبل الحرب". وسئل عن الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، فاجاب ان الشرع "مقتنع بأن الانسحاب ليس بريئاً وان التلويح بذلك بدأ كورقة ضغط على سورية بسبب عدم تحمل اسرائىل اعباء الاحتلال"، بالتالي فهو "يخفي نيات لضربة عسكرية مغطاة دولياً". وتساءل: "إذا كانت سورية ولبنان تعرضان السلام على باراك، فلماذا ينسحب من دون سلام"؟ في الاطار نفسه، بحث الوزير الشرع مع وزير الدولة العماني يوسف بن علوي بن عبدالله في موضوع الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان ومتابعة قرارات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد في بيروت الشهر الماضي. وقال الوزير بن علوي إن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الجولان إلى خط 4 حزيران 1967 "غير قابل للنقاش". ومساء استقبل الرئيس الأسد الوزير بن علوي يرافقه السيد أحمد بن يوسف الحارثي مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية العُمانية، في حضور الوزير الشرع والسفير العماني هلال بن سالم السيابي.