فريتاون - أ ف ب، رويترز، أ ب - شهدت الازمة في سييراليون امس الاربعاء مفصلاً حاسماً بعد توقيف زعيم المتمردين في فريتاون فوداي سنكوح عندما كان يحاول اللجوء الى السفارة النيجيرية، ودارت مواجهات للمرة الاولى بين قوات التدخل البريطانية ومقاتلي "الجبهة الثورية الموحدة" التي يتزعمها. واعلنت بعثة الاممالمتحدة في سييراليون امس ان ستة جنود في الجيش النظامي في سييراليون وجندياً نيجيرياً من القوة الدولية قتلوا مساء الثلثاء في هجوم نفذته "الجبهة الثورية" في منطقة بورت لوكو على بعد 40 كيلومتراً شمال فريتاون. واكدت المنظمة الدولية ان لا علاقة لها باعتقال سنكوح. وقبيل هذا الاعلان، تحدثت القوة الدولية عن عملية للافراج عن حوالى 350 من عناصرها تحتجزهم الجبهة. وبعد اختفائه الغامض طوال عشرة ايام، اوقف سنكوح، الذي بدا متعباً ومرتدياً سروالاً داخلياً طويلاً ومغطياً رأسه بمنشفة، قبل ان تسلمه قوات التدخل البريطانية الى شرطة سييراليون. ووجدت بريطانيا نفسها متورطة اكثر فأكثر في النزاع في سييراليون بعدما قتل مظليوها ثلاثة من المتمردين صباح امس. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء طوني بلير في مؤتمر صحافي عقده في لندن ان المظليين ردوا على اطلاق النار، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من المتمردين. واضاف الناطق ان امرأة اصيبت بجروح خلال تبادل النار قرب مفصل رئيسي للطرق يؤدي الى المطار حيث يقوم المظليون بأعمال الدورية. ولم يصب أحد من البريطانيين ال800 الذين اوفدوا الى المستعمرة السابقة خلال هذا الحادث الاول من نوعه. واوقف سنكوح، الذي تسببت حركة التمرد التي اطلقها بمقتل عشرات آلاف المواطنين في سييراليون وتشويه آلاف آخرين، عندما كان يحاول الوصول الى السفارة النيجيرية كما افاد شاهد التقاه في وقت مبكر صباح امس قرب مقر اقامته السابق في حي سبور رود غرب فريتاون. وكان زعيم المتمردين فر من منزله في الثامن من ايار مايو عندما تجمع امامه آلاف المتظاهرين. ووقع آنذاك تبادل للنار اوقع 19 قتيلاً ونهب منزل سنكوح الذي اختفى وراجت اشاعات غريبة عن مصيره وكان سنكوح، وهو رجل مكتنز قصير القامة ذو لحية بيضاء، يقيم منذ الثامن من ايار في مخبأ قريب من منزله في سبور رود. وافاد أحد سكان الحي انه تعرف اليه في الطريق فيما كان متوجهاً لأداء صلاة الفجر في المسجد، مضيفاً انه طلب منه ارشاده الى الطريق المؤدية الى السفارة النيجيرية. وكان سنكوح، الذي ارعب سييراليون، يرتدي سروالاً طويلاً ويضع منشفة على رأسه ولم يكن يرافقه سوى حارس واحد ولا يبدو انه كان يحمل سلاحاً. واصيب سنكوح اثناء اعتقاله في قدمه برصاصة طائشة اطلقها احد الجنود باتجاه مرافقه، قبل ان ينقل الى مقر سكن الرئيس السابق للجنة العسكرية الحاكمة في فريتاون بين 1997 و1998 جوني بول كوروما في حي لوملي القريب. وافاد شهود ان كوروما، الذي كان لفترة حليف سنكوح، قرر نقله سريعاً تحت مراقبة مشددة الى المقر العام للجيش السييراليوني للحؤول، على الارجح، دون ردة فعل عنيفة من الجماهير. وتجمع بعد ظهر امس آلاف من سكان فريتاون امام المقر العام للجيش الذي يتولى حراسته عدد كبير من الجنود المسلحين وطالب بعضهم بقتل سنكوح شخصياً. واعلن قائد القوة الدولية الجنرال الهندي فيجاي جتلي صباح امس ان عملية جارية للافراج بسرعة عن حوالى 350 عنصراً في القوة الدولية لا يزالون محتجزين لدى "الجبهة الثورية الموحدة". وكلف رؤساء دول غرب افريقيا الرئيس الليبيري تشارلز تايلور المقرّب من الجبهة الاستمرار في وساطته لحل ازمة الجنود الرهائن.