ابوجا، لندن، فريتاون - رويترز، أ ف ب - حذر زعماء غرب افريقيا المتمردين في سييراليون امس من ان دولهم قد تحيي قوة التدخل الاقليمية للقيام بعمليات هناك بعد ان احتجز المتمردون 500 من جنود الاممالمتحدة رهائن. وحضت سييراليون بريطانيا على ارسال قوات لتعزيز السلام في البلاد، قائلة ان لندن لا تبذل ما يكفي من جهد لانهاء اعمال العنف في مستعمرتها السابقة. في غضون ذلك، استعاد جيش سييراليون امس مدينة ماسياكا، التي تقع على مسافة 65 كيلومتراً شرق فريتاون، من المتمردين. وطالب بيان صارم في ختام قمة افريقية طارئة في ابوجا في نيجيريا استغرقت يوماً واحداً بالافراج فوراً عن جنود حفظ السلام المحتجزين رهائن، وهم من الهند وكينيا وزامبيا ونيجيريا. وقال البيان ان "رؤساء الدول اعربوا عن تصميمهم على استخدام كل الوسائل التي تحت تصرفهم، بما في ذلك الخيار العسكري، لاحباط أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة". ودان بيان زعماء غرب افريقيا متمردي "الجبهة الثورية المتحدة" بزعامة فوداي سنكوح التي وقعت اتفاقاً للمشاركة في السلطة مع الرئيس احمد تيجان كباح في لومي العام الماضي لإنهاء تسعة اعوام من الحرب الاهلية التي بدأتها الجبهة. وقال بيان القمة ان "رؤساء الدول يحذرون قيادة الجبهة الثورية المتحدة من انها تخاطر بالغاء العفو الذي منح لاعضاء الحركة في وقت سابق بمقتضى اتفاق لومي للسلام والمثول للمحاكمة عن جرائم حرب". وتحاشى زعماء غرب افريقيا اتخاذ قرار بشأن طلب عاجل للأمم المتحدة لانشاء قوة للتدخل السريع تقودها نيجيريا. وسيجتمع وزراء دفاع ورؤساء اركان دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا في السابع عشر من الشهر الحالي لدراسة اقتراح لاحياء وارسال القوة الافريقية التي اعادت الرئيس المنتخب كباح الى السلطة في عام 1998 وانهت الحرب الاهلية في العام التالي. من جهة اخرى، اختتم برنار مييه رئيس عمليات الاممالمتحدة لحفظ السلام زيارة لبعثة المنظمة الدولية في سييراليون امس من دون ان تلوح في الافق اي علامات على استعداد المتمردين لاطلاق سراح رهائنهم. وكان مييه وصل الى فريتاون الاثنين الماضي. وتحاول المنظمة في الوقت نفسه ان تنظم جسراً جوياً لنقل جنود من بنغلادش والهند والاردن لزيادة عدد افراد قواتها لحفظ السلام في سييراليون من 8700 جندي في الوقت الحاضر الى 11100 جندي. وحض جوليوس سبنسر وزير الاعلام في سييراليون بريطانيا امس على ارسال قوات لتعزيز السلام في البلاد، معتبراً ان ذلك من شأنه وضع نهاية سريعة للأزمة. وأبلغ هيئة الاذاعة البريطانية "اذا قدمت الحكومة البريطانية والجيش البريطاني الدعم بالرجال والعتاد لقوات الاممالمتحدة فإن الوضع برمته سيتغير بسرعة". واضاف سبنسر ان على بريطانيا ان تقود جهود انهاء "الاختلاف الكبير في المعاملة" الذي تتعرض له الدول الافريقية عندما يتعلق الامر بحفظ السلام. وأكدت بريطانيا ان قواتها موجودة في سييراليون فقط لتأمين عمليات اجلاء المدنيين. وكانت وحدات المظليين البريطانيين أمّنت مطار لونجي في فريتاون ونقلت اكثر من 300 شخص. ولم تستجب بريطانيا أو أي من الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الآخرين لدعوة الاممالمتحدة لهم لإرسال قوات لسييراليون سريعاً. غير ان الولاياتالمتحدة وروسيا عرضتا تقديم خدمات نقل وتموين وامداد للقوات. وارسلت الهند وبنغلادش والأردن جنوداً لتعزيز قوات الاممالمتحدة هناك. واستعاد جيش سييراليون امس مدينة ماسياكا شرق فريتاون من المتمردين في هجوم ادى الى مقتل عشرين متمرداً، حسب ما اعلن الكولونيل جونبي بول كوروما لاذاعة خاصة. وكانت قوات البعثة الدولية الى سييراليون انسحبت الاثنين الماضي من ماسياكا امام تقدم متمردي الجبهة الثورية الموحدة. وقال كوروما، الزعيم السابق للحكومة العسكرية التي حكمت بين ايار مايو 1997 وشباط فبراير 1998 والذي انضم الى الرئيس احمد تيجان كباح، ان الجيش ضبط عربة وذخيرة في ماسياكا. وتابع ان القوات المسلحة تتقدم حالياً إلى لونسار التي تقع على مسافة 60 كيلومتراً شرق فريتاون.