دخلت "الجماعة الإسلامية" على خط الهجوم على وزير الثقافة المصري فاروق حسني في إطار الحملة التي فجرتها صحيفة "الشعب" لسان حال حزب العمل، ضد نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر في مصر، في وقت تسود القاهرة أجواء ترقب في شأن مصير حزب العمل "الإسلامي" الذي يقوده المهندس ابراهيم شكري، ويتعرض لاحتمال صدور قرارات تهدد استمرار نشاطه بعدما بدأت لجنة شؤون الأحزاب أمس درس ملف أوضاعه السياسية والقانونية. راجع ص6 وتتحدث دوائر سياسية في القاهرة عن سيناريوات عدة يتوقع ان تظهر رسمياً وتراوح بين اتهام الحزب بخرق القانون ما يتطلب حله، أو تجميد نشاطه ووقف إصدار الصحيفة، أو الاعتراف بالحركة التصحيحية التي قادها عضو اللجنة التنفيذية العليا السيد حمدي أحمد أخيراً وسحب الاعتراف بقيادة شكري الذي أسس الحزب عام 1979. وأكدت مصادر سياسية أن "الخيارات المطروحة تتصل بثبوت مخالفات قانونية أو قيام أدلة على تنازع حقيقي داخل الحزب للسيطرة على قيادته". وكانت لجنة الأحزاب عقدت اجتماعاً أمس. ورفض وزير شؤون البرلمان السيد كمال الشاذلي الافصاح عما تلقته اللجنة أو التعليق على مضمون ما ورد اليها أو تحديد الجهة التي أرسلته أو موعد الاجتماع المقبل. وعلمت "الحياة" أن رئيس اللجنة التنفيذية للحزب السيد حمدي أحمد، الذي قاد "الحركة التصحيحية" قبل اسبوعين وأعلن تشكيل قيادة جديدة، هو الذي أبلغ لجنة شؤون الأحزاب هذه التطورات، وطلب اعترافها الرسمي بقيادته للحزب ومنع "الجناح المتأسلم" من الاستمرار في نشاطه. وتتصل هذه التفاعلات بحملة عنيفة شنها رؤساء تحرير الصحف القومية طوال الأسبوع الماضي ضد حزب العمل وصحيفة "الشعب" بلغت حدود المطالبة بتجميد نشاطه ووقف اصدار صحيفته، على خلفية تكريسه "مناخاً تكفيرياً" في البلاد "يهدد مستقبل الديموقراطية والحريات". وحذر الأمين العام لحزب العمل السيد عادل حسين من أن صدور قرار بتجميد الحزب يشكل "تهديداً للاستقرار السياسي في مصر"، وقال ل"الحياة" إن "ما يحاك في الظلام ضد الحزب شاذ كل الشذوذ، وضربة قاضية للمكتسبات الديموقراطية في البلاد". في غضون ذلك، وصف بيان ل"الجماعة الإسلامية" رواية الكاتب السوري بأنها "داعرة فاسقة تتهجم" على القرآن الكريم. وقال: "صار العمل لنشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة سياسة ثابتة لهذه الوزارة الثقافة". وهاجم "فرض عولمة الكفر والإلحاد على أمة الإسلام". وخص البيان الوزير حسني و"معسكره العلماني الداعي الى الضلال" بانتقادات حادة، وشدد على أنه "لا مكان بيننا للمعتدين على الله"، وحيا طلاب الأزهر الذين تظاهروا الاسبوع الماضي احتجاجاً على نشر الرواية في مصر.