استجابت المعارضة المصرية لنداء الرئيس حسني مبارك للمشاركة في الاستفتاء الذي جرى امس. وكان مبارك دعا المصريين الى الادلاء بأصواتهم، تأييداً او رفضاً لإعادة انتخابه، معتبراً المشاركة بحد ذاتها "موقفاً ديموقراطياً حضارياً"، ويؤكد الرغبة في تحقيق "فكرة المشاركة الشعبية في القرار". وسجل رئيس حزب العمل المهندس ابراهيم شكري تأييده خطاب مبارك الذي ألقاه الجمعة الماضي. وقال: "نعتبر ما ورد فيه الخطاب برنامجاً انتخابياً، نوافق عليه ونتمنى تحقيقه". غير انه لفت الى ان "حزبنا العمل ملتزم ببيان الاحزاب الداعي الى تحقيق اصلاح سياسي ودستوري". ويعد تصريح شكري بمثابة تغيير مهم في موقفه من الاستفتاء الرئاسي على خلفية رفض الهيئة العليا لحزب العمل اصدار اعلان رسمي يتضمن موقفها من الاستفتاء. وجاء رفض الهيئة بعد سجن رئيس تحرير صحيفة "الشعب" وإثنين من محرريها بحكم قضائي دانهم بقدح وذم نائب رئيس الحكومة وزير الزراعة الدكتور يوسف والي. لكن شكري اصطحب أمس معه عدداً من اعضاء اللجنة التنفيذية العليا للحزب، اثناء توجهه الى صندوق الاقتراع في لجنة مدرسة الخديوية وسط القاهرة. وقال الأمين العام ل"التجمع" اليساري الدكتور رفعت السعيد ل"الحياة": "اصدرنا تعليمات لأعضاء الحزب التوجه الى مقار اللجان، للادلاء بأصواتهم، وإثبات امتناعهم عن التصويت، لإبطال الصوت الانتخابي"، مكرراً المطالبة بالانتخاب الحر المباشر". اما الحزب الناصري الذي انفرد باعلان رفض إعادة تمديد ولاية مبارك، فقد اكتفى أمينه العام السيد ضياء الدين داود عقب خروجه من مقر الاقتراع في منطقة الروضة محافظة دمياط، شمال مصر بالقول: "شاركنا في الادلاء بأصواتنا، ولا نرغب في روح تشاؤمية، وسنظل متفائلين بامكان حدوث انفراج ديموقراطي يتجاوب مع الرغبة العامة التي شعر بها الرئيس مبارك، على رغم عدم صدور اي اشارة تدل على الاتجاه ناحية هذا الهدف". وفي وسط القاهرة، اعلن نائب رئيس حزب الوفد السيد ياسين سراج الدين تصويته تأييداً للتجديد لمبارك. وقال عقب خروجه من مقر الاقتراع إن "حزب الوفد مؤيد للرئيس بعد انجازاته الواضحة على الاصعدة المختلفة في الاصلاح الاقتصادي، وتمتين العلاقات السياسية مع دول العالم كافة". وعلى رغم الصراعات التي تعصف بحزب الاحرار، والتي أدت الى تجميد نشاطه، فقد تحرك قادته المتنازعون على رئاسته وحض كلّ منهم انصاره - في بيانات اصدروها - على المشاركة في الاستفتاء، وتأييد إعادة انتخاب مبارك "تأكيداً للثقة في انجازاته، وبرنامجه الانتخابي للمرحلة المقبلة". واعتبر مراقبون ان عدم مقاطعة أحزاب المعارضة الاستفتاء، بل وتغيير البعض منهم لمواقفه من إعادة انتخاب مبارك، بمثابة "رسالة سياسية" تؤكد رغبتهم في المشاركة الشعبية، باعتبارهم جزءاً من النظام السياسي للدولة، بما يتيح إمكان الاستجابة لمطالبهم بالاصلاح الدستوري والديموقراطية خلال الولاية الرابعة للرئيس المصري.