توعد العراقايران برد قاسٍ بعدما باشرت المعارضة الاسلامية العراقية تكتيكاً جديداً ضد النظام، واختارت تركيز هجماتها في قلب بغداد. وهدد الناطق الرسمي باسم "المقاومة الاسلامية" حسن عبدالله ب"هجمات ضد مراكز حساسة" في العاصمة العراقية مؤكداً "القدرة على تكثيف هذه العمليات". وقال في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" في طهران ان "قوات المقاومة اطلقت تسعة صواريخ كاتيوشا في الساعة الثانية عشرة والنصف ليل الجمعة - السبت فأصابت خمسة منها القصر الرئاسي في بغداد، فيما أصابت أربعة صواريخ مقر المجلس الوطني" البرلمان. وذكرت مصادر "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" ان الهجوم طاول ايضاً مواقع للحرس الجمهوري، وان "قصف مقرات الرئاسة" تزامن مع "اجتماع كان يعقده الرئيس صدام حسين مع نجليه عدي وقصي لتصفية الاجواء بينهما" عبر مصالحة. وأعلن ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية أمس ان "عملاء للنظام الإيراني اطلقوا ثمانية صواريخ على حي الكرخ السكني وسط بغداد بعد منتصف ليل الجمعة فاستشهدت الطفلة زهرة محمد حميد وعمرها ثلاث سنوات، فيما جرح أربعة اشخاص". واعلن الناطق ان ايران "تتحمل كل المسؤولية عن هذه الاعمال"، مشدداً على ان "هذه الجريمة لن تمر" من دون رد. ونفى الناطق باسم "المقاومة الاسلامية" استهداف مدنيين، وقال ان الهجوم ليل الجمعة - السبت هو الثاني الذي "يطاول القصر الجمهوري، كما استهدفنا قبل فترة مساعد رئيس الوزراء مسؤول منطقة الفرات الأوسط محمد الزبيدي". وزاد ان "المواقع التي أصابتها الصواريخ تقع بين جسري الجمهورية والمعلّق في بغداد، وهي منطقة مغلقة امام المدنيين". وتتهم بغداد السلطات الايرانية بإيواء المعارضة وتزويدها أسلحة، وترد المعارضة بأن "السوق السوداء" لبيع الأسلحة في العراق "مزدهرة، ويشارك في هذه التجارة بعض المسؤولين العسكريين". وتؤوي ايران عدداً كبيراً من المعارضين العراقيين المسلحين ويعتبر "فيلق بدر" أبرز قوة للمعارضة العراقية في ايران، وهو تحت إشراف "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" برئاسة السيد محمد باقر الحكيم. وفي اتصال هاتفي مع "الحياة" من بيروت قال الناطق باسم المجلس السيد بيان جبر ان "العملية الجديدة التي نفذها مقاتلو المجلس استغرقت خمس دقائق، اطلقت خلالها تسعة صواريخ على مقرات الرئاسة العراقية اثناء اجتماع كان يعقده الرئيس صدام حسين مع نجليه عدي وقصي لتصفية الاجواء بينهما". وذكر ان أربعة صواريخ اطلقت على مبنى "المجلس الوطني القديم" الذي ألحق بمباني القصر الجمهوري في المنطقة الواقعة من جهة الكرخ بين جسر الجمهورية والجسر المعلق، واطلقت 5 صواريخ على مقرات الحرس الجمهوري في المنطقة" مستبعداً سقوط أي صاروخ على الاحياء السكنية المجاورة. ونقل معلومات ل"مقاتلي المجلس" من بغداد تفيد ان انفجاراً وقع بعد ساعة على اطلاق الصواريخ، في منطقة الشواكة القديمة التي تبعد نحو كيلومتر عن مواقع الرئاسة، وان السلطات استدعت مصورين الى مكان الحادث الذي تتحمل مسؤوليته، كي تظهر ان الانفجارات استهدفت الابرياء". وفيما حمّلت بغداد "النظام الايراني مسؤولية الانفجارات بسبب دعمه العملاء" اشارت الى العثور على معدات لإطلاق الصواريخ. وأصدر "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بياناً أفاد ان الهجوم الصاروخي "أسفر عن مقتل عشرات الاشخاص من منتسبي القصر الجمهوري، وجرح آخرين". وربط البيان الهجوم بالذكرى العشرين ل"استشهاد الرمز الاسلامي الوطني العراقي آية الله العظمى محمد باقر الصدر" الذي تتهم المعارضة بغداد بإعدامه عام 1980 .