أدت مصادر ديبلوماسية غربية في طهران ل "الحياة" ان ايران تلقت "رسالة" من الولاياتالمتحدة عبر جهة ثالثة قبل بدء الضربات العسكرية للعراق. وأشارت الى أن فحوى الرسالة دعوة الى "عدم التدخل المباشر في أي تحرك قد يستهدف تغيير الأوضاع في العراق" مع وعد بأن تكون "المعارضة الشيعية القريبة الى الجمهورية الاسلامية" والمعارضة الكردية جزءاً في التركيبة السياسية لأي حكم بديل في بغداد. في الوقت ذاته أفادت معلومات للمعارضة العراقية ان "مجموعة مسلحة حاولت السيطرة على مباني الاذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية" في بغداد أول من أمس. وأشارت مصادر في المعارضة الى أن الضربات الأميركية - البريطانية ألحقت أضراراً واسعة بمقر "الأمن الخاص" في منطقة الحارثية، الذي يشرف عليه قصي نجل الرئيس العراقي. وفي طهران اعتبرت المصادر الديبلوماسية الغربية التي فضلت عدم كشف هويتها أن الصاروخ الذي سقط على مدينة خرمشهر في محافظة خوزستان الايرانية المتاخمة للحدود مع العراق "لم يسقط خطأ بل بدا كأنه رسالة ميدانية تؤكد الرسالة السياسية التي أبلغت الى طهران عبر جهة ثالثة". وكان الصاروخ سقط على خرمشهر فجر أول من أمس، بعدما بدأت الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية قصف بغداد ومناطق أخرى في العراق. واحتجت طهران بشدة، وطلبت من لندنوواشنطن "تفسيرات"، وتلقت "تأكيدات بأن الصاروخ انحرف عن مساره". ولوحظ أن الاعلام الرسمي الايراني لم يبرز مسألة سقوط الصاروخ واكتفى باعلان الخبر الذي غاب أيضاً عن خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها أمس الناطق باسم المجلس الدستوري آية الله إمامي كاشاني. وقالت المصادر الديبلوماسية الأوروبية ان "طهران أبلغت الموقف الأميركي عبر جهة ثالثة. وأشارت واشنطن خصوصاً الى ضرورة ألا تتدخل ايران في شكل مباشر في تحركات تستهدف النظام في بغداد، كتقديم الدعم لانتفاضة في الجنوب أو السماح لقوات بدر التابعة للمعارضة العراقية بالدخول الى الأراضي العراقية من دون تنسيق ما". وفي لندن تلقت "الحياة" بياناً من "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق بزعامة محمد باقر الحكيم افاد ان "مجموعة مسلحة داخل بغداد قامت بمحاولة للسيطرة على مباني الاذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية الخميس حيث دارت معركة بين القوات المهاجمة وقوات النظام لمدة ثلاث ساعات، تمكنت فيها قوات النظام من المحافظة على هذه المباني". وأشار البيان الى "سحب قوات من الحرس الجمهوري من محافظة الموصل الى محافظة بغداد لتعزيز حمايتها خوفاً من تحرك عسكري ضد الحكم"، و"اخفاء" طائرات هليكوبتر لتفادي قصفها. واتهم الجيش العراقي ب "قصف العشائر العربية في منطقة نهر العز في محافظة العمارة خوفاً من تحرك شعبي". وقالت مصادر في المعارضة العراقية وصلت الى عمان ان الضربات الأميركية والبريطانية "دمرت مباني مجمع الحارثية الذي يشغله مقر الأمن الخاص" في بغداد. واعتبرت المصادر ان "المفاجأة" ربما كانت السبب الأول وراء الخسائر الكبيرة التي نجمت عن الصواريخ الأميركية، وربما سبب آخر هو استخدام نوع جديد من صواريخ "ذكية" موجهة بالأشعة. وكان أكثر من مصدر تحدث عن أسلحة جديدة جرى اختبارها في الضربات الأخيرة ضد العراق. وذكر الروس أمس انها أسلحة تشكل نموذجاً للتقنية النووية راجع ص 4