حقق معارضو نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر، في مصر مكاسب زادتهم اصراراً على تصعيد الحملة ضد وزير الثقافة فاروق حسني الذي ظهرت في المساجد دعوات إلى احالته على التحقيق. واقيمت صلوات الجمعة في المساجد المصرية أمس وسط اجراءات أمنية مشددة، تحسباً لتظاهرات قد ينظمها المصلون، لا سيما بعدما دعت صحيفة "الشعب" لسان حال حزب العمل ذي التوجه الاسلامي الرئيس حسني مبارك الى "إطفاء الفتنة وإقالة حسني". وتلا بعض خطباء المساجد لوائح بأسماء كتب ومطبوعات اصدرتها اجهزة تابعة للوزارة، اعتبروها "مسيئة إلى الإسلام ومنافية للآداب العامة". وعلى رغم أن أمس مر في سلام ولم تقع صدامات بين الشرطة والمصلين، ما زالت حال الترقب تطغى بانتظار ما ستسفر عنه أعمال لجنة شكلها شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لفحص الرواية وابداء الرأي فيها. ولم يكتفِ أصحاب الحملة بقرار نيابة أمن الدولة توجيه تهمة "نشر مطبوعة تدعو إلى العيب في الذات الإلهية" إلى اثنين من المسؤولين عن نشر الرواية، هما رئيس تحرير سلسلة "آفاق الكتابة" الاديب إبراهيم أصلان ومدير تحرير السلسلة القاص حمدي ابو جليل، إذ ظهرت مطالبات في المساجد بإحالة الوزير حسني على التحقيق أمام النيابة. وعلى رغم الحملة المضادة التي يتبناها مثقفون وأدباء ضد "التيار الاسلامي" عموماً، وحزب "العمل" وجماعة "الاخوان المسلمين" خصوصاً، إلا أن حال الاحباط سادت اوساطهم بعد توجيه التهمة الى أصلان وأبو جليل، كما أن قرار احالة قضية الرواية على شيخ الأزهر لم يجد قبولاً لدى المثقفين. فأصلان علّق قائلاً: "إذا كان للأزهر الحق في أن يبدي الرأي في الروايات على ذلك النحو، سأطلب أن يكون لي مسجد صغير ومنبر كي افتي في أمور الدين". وشدد على أن النقد الأدبي "علم له اصوله". محذراً من "قراءات مبتسرة لنصوص أدبية قد تنتج عنها كوارث". راجع ص7