سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان المطلة أحرقوا اطارات السيارات احتجاجاً على الانسحاب . الحص يرفض اعلان لحد بقاء ميليشياه على الخط الحدودي واسرائيل تعتقد أن دافع "الجنوبي" للعمل التعويض المالي
بيروت - "الحياة" - "رويترز" - أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص رفضه لما أعلنه قائد "جيش لبنانالجنوبي" انطوان لحد أنه باقٍ و"ميليشياه على الخط الممتد من الناقورة غرباً حتى جبل الشيخ شرقاً بعد الانسحاب الاسرائيلي". وقال "هذه الاجراءات مرفوضة بطبيعة الحال ونتكلم عليها في وقتها". وطمأن اهالي الشريط الحدودي الى "ان الدولة ستتحمل تبعاتها كاملة نحوهم، وستعمل على أن تؤمن لهم ما فاتهم من خدمات طوال مدة الاحتلال وتحضهم على عدم الاصغاء الى كلام السوء الذي يقصد منه اثارة الفتنة بينهم، وبلبلة افكارهم والتشويش على فرح احتفالهم بالنصر الذي يتحقق بفضل تضحيات المقاومة وصمودهم في أرضهم وتضامن اخوتهم اللبنانيين معهم". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله أن "على المقاومين في جنوبلبنان الاحتفاظ بسلاحهم بعد الانسحاب الاسرائيلي". وقال في تصريح "اذا نفذت اسرائيل تهديداتها بمهاجمة لبنان، من سيرد على اعتداءاتها غير المقاومة؟ لذا عليها ابقاء سلاحها حتى يصل الوضع في لبنان الى مرحلة لا يكون فيها تهديد من العدو". وأكد "ان المقاومة لا تريد استخدام سلاحها في أي معركة داخلية لأنها لا تؤمن بمثلها". في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية أن رئيس الحكومة ايهود باراك عين القائد السابق للمنطقة الشمالية يوسي بيليد مسؤولاً عن عناصر "الجنوبي" فيما يستعد الجيش الاسرائيلي للانسحاب من الشريط الحدودي. وقالت "ان بيليد يعتبر من الاشخاص الذين يحوزون ثقة "الجنوبي" وتقديره وسيتعامل مع مسألة مستقبل العناصر بعد الانسحاب وسينسق مع ضباط الجيش الاسرائيلي الذين يخدمون في القيادة الشمالية ومع منسق الأنشطة في لبنان يوري لوبراني". وتحدثت صحيفة "هآرتز" عن قلق يسود مسؤولي الجيش الاسرائيلي من اداء عناصر "الجنوبي" في مواقعهم. مشيرة الى صعوبات يواجهها هؤلاء في الدفاع عن مواقع الجبهة الأمامية. ورأت هذه الصحيفة أن اخلاء اربعة مواقع ل "الجنوبي" يترجم الصعوبات، ما أدى الى تقلص المنطقة التي يسيطر عليها بضعة كيلومترات. وقال ضابط كبير للصحيفة ان الجيش قلق جداً من اداء "الجنوبي" في الأسابيع المقبلة، لأن "لحظة الحقيقة" حانت لهذه الميليشيا وهي ايار مايو، بعدما لاحظ قادتها أن اسرائيل جادة في التحضير للانسحاب. وتعتقد مصادر في الشريط الحدودي أن السبب الوحيد لاستمرار عناصر "الجنوبي" في الحضور الى العمل، هو التعويض المالي الذي سيحصلون عليه من اسرائيل. فالمنطقة التي يعيشون فيها فقيرة والاشاعات السارية في الشريط ان اسرائيل ستدفع لكل عنصر نحو 15 الف دولار قبل الانسحاب، وهو مبلغ كبير جداً بالمعنى اللبناني، إذ انه كافٍ لشراء منزل صغير. ولهذا فان معظم العناصر لن يتركوا "الجنوبي" في الوقت الراهن لخشيتهم خسارة هذا التعويض. ورأت هذه المصادر أن الميليشيا القروية، قد تنحصر، بعد الانسحاب بالمسيحيين فقط، علماً أن السواد الأعظم من عناصر "الجنوبي" هم شيعة، وهؤلاء سيقطعون علاقتهم باسرائيل لحظة حصولهم على المال وسيعودون الى قراهم، وقد لا يتعرض لهم "حزب الله" باستثناء من كانوا في مواقع قيادية ويتنكبون مسؤوليات أمنية، لأنهم يفضلون مغادرة جنوبلبنان. وفي شمال اسرائيل، أحرق سكان بلدة المطلة اطارت السيارات أمس، ونزلوا الى الشوارع للاحتجاج على خطط اسرائيل الانسحاب من الشريط الحدودي، هاتفين "الأمن، الأمن". وقال رئيس البلدية كوبي كاتز للاذاعة الاسرائيلية: "ان الحدود ستقوم على بعد امتار من منازلنا ما سيعرض امننا للخطر. ومن دون اجراءات أمن قصوى لا يمكننا العيش حياة عادية هنا". وأعربت منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، في مؤتمر صحافي أمس في بيروت، عن "الشعور بتخوف حقيقي حول مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وفي معتقل الخيام، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان". ودعت اليزابيث هودجكين ممثلة منظمة العفو الدولية الى اطلاقهم جميعاً مع محاكمة او من دونها، في المؤتمر الذي شاركت فيه المديرة المساعدة ل"هيومن رايتس ووتش" فيرجينيا شيري التي حضرت الى لبنان بناء على طلب من عائلات المعتقلين اللبنانيين. وحذرت هودجكين من مشروع اقترحه وزير الداخلية الاسرائيلي ناتان شارنسكي يريد اعطاء صفة قانونية لاعتقال اللبنانيين الذين لم تتم محاكمتهم. وأعلنت شيري ان هيومن رايتس تخشى ان يجيز القانون نقل معتقلين لبنانيين من الخيام الى اسرائيل. وحذرت من "الفوضى او الفراغ العسكري الذي سيطرأ بعد الانسحاب الاسرائيلي" اذا بقي "الجنوبي" في الجنوب.