أثارت تداعيات أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر" مناخاً مثيراً غير مسبوق في القاهرة، استدعى تأجيل مؤتمر للمثقفين كان مقرراً عقده الأحد المقبل في مقر نقابة الصحافيين المصريين، وإعلان التأهب داخل الفعاليات السياسية وتشكيل لجان لحراسة مقراتها، خشية ردود الفعل في اطار التطورات الاخيرة. وعلى رغم ان الأمين العام لنقابة الصحافيين السيد يحيى قلاش عزا تأجيل المؤتمر لمدة عشرة أيام الى سفر المسؤول عن تنظيمه الى خارج البلاد، إلا أن جدلاً واسعاً شهدته دار النقابة اخيراً كشف عن رغبة في تفادي "اجواء استقطاب حاد تحيط بقضية الرواية، ربما تؤدي الى نتائج سلبية ومأسوية". وسادت أجواء اشاعات، كشفت عن مناخ الاحتقان السائد في القاهرة، إذ ردد البعض أن "مرددي الخطاب التحريضي ضد الرواية سيزجون بأنصارهم في مؤتمر المثقفين لإفشاله ولو باستخدام القوة"، وربما كان ذلك وراء ما ذكره قلاش ل"الحياة" من "عدم ملائمة الاجواء المحيطة في تحقيق رغبة النقابة تنظيم فعالية ديموقراطية تشارك فيها كل الاطراف من دون استبعاد". وتشير شواهد الى عدم رغبة النقابة في الدخول كطرف في الأزمة التي تفجرت بين الاصوليين والمثقفين وشهدت تجدد أجواء دعاوى "التكفير" و"إهدار الدم" وإثارة ملفات "حماية الإسلام" من اعدائه والتي انتقلت أخيراً الى البرلمان، إذ طالب اكثر من 25 نائباً غالبيتهم من الحزب الوطني الحاكم بإلقاء بيانات عاجلة في هذا الشأن. وامتدت حال الانزعاج الى فعاليات سياسية اخرى، اذ نظم حزب التجمع اليساري مجموعات حراسة على مقر صحيفة "الاهالي" ومقر الحزب وسط القاهرة، خشية تعرضها لردود فعل على خلفية حملة مضادة اتهمت فيها "الاهالي" زميلتها "الشعب" بأنها "صحيفة اثارة وتهييج" ومسؤولة الى جانب الشرطة عن دماء طلاب جامعة الازهر وطالباتها.