وصف الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش استخبارات الدول الغربية بأنها "أسوأ من الشرطة السرية النازية، وإعلامها أكثر كذباً من دعاية وزير هتلر غولبز، ومحكمتها لجرائم الحرب في لاهاي أقذر من وسائل القمع الفاشية". واعتبر معارضيه "خونة ومأجورين صغاراً، لكنهم دمويون عندما تأتيهم أوامر الأجانب لاحباط عزيمة شعوبهم"، وانهم ينافقون حين يبررون أفعالهم ب"السعي لمسايرة تطورات العالم المعاصر". جاء ذلك في كلمة لميلوشيفيتش لمناسبة "يوم انتصار حرب التحرير الشعبية اليوغوسلافية على فاشيي الحرب العالمية الثانية" في 9 أيار مايو 1945 ونشرتها صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة أمس في بلغراد، واعتبرها المراقبون أشد ما صدر عن ميلوشيفيتش خلال العام الجاري، ما يدل على المصاعب التي تخيم على النظام في كل من صربيا ويوغوسلافيا. واتهم الرئيس اليوغوسلافي عناصر من المعارضة "المرتبطة بحلف الأطلسي والاستخبارات الأميركية" بالمسؤولية عن حملة الاغتيالات التي شهدتها بلغراد ومدن صربية أخرى "لأن ذلك يناسب مخططات الطامعين بالهيمنة على المنطقة". وفي أول رد للمعارضة على تصريح ميلوشيفيتش، أفاد رئيس الحزب الديموقراطي في صربيا زوران جينجيتش، الذي يتزعم تحالف "من أجل التغيير" المعارض، بأن النظام "يزمع ادخال صربيا ويوغوسلافيا في دوامة حرب أهلية". وأعلنت المعارضة الصربية أنها شكلت هيئة تنسيقية مع تنظيمات طلابية باسم "لجنة الأزمات" لاتخاذ المواقف المشتركة المناسبة "لمواجهة الارهاب الحكومي"، وان الهيئة ستشرف على تنظيم التجمعات المقرر اقامتها في بلغراد الاثنين المقبل. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الوحدات البريطانية العاملة في إطار القوة الدولية في كوسوفو جوناثان فيليامسون ان بلغراد قررت الافراج عن كل سجين ألباني لديها مقابل مبلغ يصل أحياناً إلى 38 ألف دولار أميركي. وأوضح ان "المقايضة" تتم عبر وساطة يتولاها محامون صرب مع عائلة الألباني المعتقل خلال لقاء يجري بين الطرفين في نقطة "ميردار" الحدودية بين كوسوفو وصربيا. وأشار الناطق البريطاني إلى أن لديه معلومات بأنه "تم الافراج عن 262 من ألبان كوسوفو المعتقلين في صربيا بهذه الطريقة".