عقد أول لقاء روسي - شيشاني علني منذ بداية الحملة القوقازية، وأعرب مسؤول شيشاني عن أمله في أن يكون "خطوة نحو وقف الحرب"، فيما رفضت موسكو اعتبار اللقاء "مفاوضات". وحضر اللقاء، الذي استمر يومي الثلثاء والأربعاء في جمهورية انغوشيتيا، كازبك ماخاشيف الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في إدارة الرئيس أصلان مسخادوف. وشارك عن الجانب الروسي بافل كراشينينيكوف رئيس لجنة التشريعات في مجلس الدوما والذي يترأس اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في شمال القوقاز، وهي هيئة غير حكومية، لكنها شكلت بعلم وموافقة الكرملين تلبية لطلب المجلس الأوروبي. وأكد ماخاشيف ان القيادة الشيشانية ممثلة بمسخادوف "مستعدة للحوار والتسوية السلمية". وأعرب عن الأمل في أن يكون اللقاء "خطوة نحو وقف الحرب". واقترح ان تكون التسوية برعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي على غرار ما جرى اثناء الحرب الأولى. وأكد المسؤول الشيشاني ان الرأي العام الروسي "يحصل على معلومات خاطئة" عما يحصل في الشيشان. وقال إن "عمليات واسعة" تجرى هناك، وشدد على ان "الحرب لا نهاية لها وستؤدي إلى مأزق" ان لم يتم الاتفاق على تسوية سياسية تتضمن في مرحلتها الأولى نقطتين أساسيتين، الأولى وقف النار، والثانية إعادة اللاجئين إلى ديارهم. وأشار ماخاشيف إلى أنه وصل من الشيشان إلى انغوشيتيا بدعوة من كراشينينيكوف وبضمانات أمنية قدمها للوفد الشيشاني. ومن جانبه، قال كراشينينيكوف إن لقاءه مع ماخاشيف "ليس مفاوضات"، ولكنه أكد أن "الحوار السياسي ممكن" لتحقيق تسوية. ووعد بأن يرفع ما سمعه إلى أعضاء اللجنة التي يترأسها. وفي أول رد فعل على اللقاء، قال رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيوف إن كراشينينيكوف لم يكن يمثل المجلس النيابي بل شارك بوصفه رئيساً للجنة حقوق الإنسان. ولكن سيليزنيوف أضاف انه "لا يرى شيئاً فوق المعتاد" في اللقاء ذاته. وقال إن المباحثات مع الشيشانيين "جرت وتجري". وأعرب عن الأمل في ظهور "شخصية تفاوضية لا يعينها مسخادوف". وكان مسخادوف اقترح على موسكو في حديث إلى اذاعة "الحرية" أول من أمس وقفاً موقتاً لإطلاق النار حتى 30 أيار مايو لاجراء مفاوضات يجري خلالها اطلاق سراح الأسرى والرهائن ثم يتم الاتفاق على تسوية شاملة. إلا أن الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي قال أمس إن موسكو "لم تسمع بالمبادرة إلا من خلال الصحافة". وشدد على أن روسيا "لم تستلم حتى الآن مبادرات سلمية". وعن لقاء أمس، قال الناطق الرسمي إن كراشينينيكوف لم يحمل أي تخويل رسمي. لكنه أضاف انه "حر في ان يلتقي من يشاء" بوصفه رئيساً للجنة حقوق الإنسان. ويرى المراقبون ان موسكو ربما أرادت إدارة الحوار عبر قناة غير رسمية لكي تتاح لها فرصة التراجع في أي لحظة. وفي القوت ذاته أشار معلق اذاعة "صدى موسكو" إلى أن عقد اللقاء يدل على وجود اتصالات سرية تم عبرها التفاهم على كيفية وصول ماخاشيف إلى جمهورية انغوشيتيا التي كان رئيسها رسلان اوشيف أعلن أنه يقوم بمهمة وساطة. وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى ان المقاومة الشيشانية تضم حالياً سبعة آلاف مقاتل، منهم ألفان في الجبال وخمسة آلاف "تسللوا" إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الفيديرالية. وتوقع المصدر ان رجال المقاومة يمكن ان يقوموا ب"تخريبات وأعمال ارهابية". لكنه قال إنهم "عاجزون عن الاشتباك في عمليات واسعة". ونفت موسكو نبأ بثه موقع "القوقاز" على شبكة الانترنت وذكر فيه ان الشيشانيين اسقطوا طائرة ثانية من طراز "سوخوي 24" بصاروخ مضاد للجو من طراز "ايغلا". وقال ناطق عسكري إن طائرة واحدة فقدت في السابع من الشهر الجاري، وشدد على أنها قد تكون سقطت بسبب عطل فني.