قال رئيس مجلس النواب اليمني زعيم تجمع الاصلاح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ان "الشعب اليمني يرفض سياحة اليهود الاسرائيليين في اليمن لأنهم اسرائيليون صهاينة". ورفض في تصريحات الى "الحياة" أمس تسميتهم ب"يهود من أصول يمنية"، مشيراً الى أن اليهود الذين كانوا في بلاده "هاجروا قبل خمسين سنة ولم تعد بينهم وبين اليمن أي علاقة". وأقر الشيخ عبدالله الأحمر للمرة الأولى بأنه استقبل الحاخام سماح اسحاق القاضي، رئيس الوفد السياحي الاسرائيلي الذي زار اليمن قبل عشرة أيام، وذلك في منزله لأنه "يحمل الجنسية الأميركية وبصفته أميركياً، وكان زار اليمن مرات واستقبلته كما استقبله غيري، ولم التق بقية أفراد الوفد الاسرائيلي لأنهم جاؤوا الى اليمن بوثائق سفر موقتة لا تمنح إلا لليمنيين، وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته السلطات" اليمنية. وتابع ان "الشعب اليمني" يفضل أكل التراب على الرضوخ للضغوط الأميركية أو الغربية لاستقبال زوار اسرائيليين، بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور". واعتبر أن "السياسة الأميركية راضخة للرغبات الاسرائيلية". وندد خطباء مساجد في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية أمس بالسماح للاسرائيليين بالسياحة في اليمن، فيما تحدثت مصادر مطلعة عن وصول فوج سياحي يهودي الى صنعاء عبر فرانكفورت بعد ساعات على وصول الفوج الثاني الذي يضم 13 يهودياً، عبر أديس ابابا. وقال الشيخ عبدالله الأحمر: "هؤلاء النفر من اليهود الذين يأتون على دفعات هم صهاينة اسرائيليون، حاربوا العرب المسلمين في فلسطين واغتصبوا الأرض واستباحوا الحرمات والمقدسات العربية والاسلامية، فكيف ندّعي أنهم من أصول يمنية، وعلاقتهم باليمن انتهت منذ خمسين سنة وأكثر". ولم ينف وجود ضغوط غربية وأميركية على بلاده للسماح بالسياحة فيها لليهود الاسرائيليين، تمهيداً للتطبيع التدريجي مع الدولة العبرية. وقال رداً على سؤال: "لم يسبق للشعب اليمني أن رضخ لأي ضغوط من أجل المساومة على مبادئه وقيمه وقناعاته، وهو تحمل ومستعد ليتحمل أكثر بحيث لا يرضخ لأي ضغط خارجي". وزاد: "لا تطبيع مع اسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة كل الأراضي العربية المحتلة". وسئل عن قرار الحكومة اليمنية منح السياح الاسرائيليين تسهيلات فاعتبر ان "الحكومة ارتكبت خطأ فادحاً لأنها سمحت لهؤلاء النفر من اليهود الصهاينة بدخول البلاد. مهما كانت المبررات، ذلك خطأ كبير". وذكر أن موقف أحزاب المعارضة المنضوية في "مجلس التنسيق الأعلى" بزعامة الحزب الاشتراكي، وموقف تجمع الاصلاح هما "بمثابة تأييد لموقفنا جميعاً كيمنيين نرفض أي خطوة للتطبيع مع اسرائيل قبل عودة كل الأراضي والحقوق العربية". وشدد الشيخ عبدالله الأحمر على أن مجلس النواب "لا بد أن ينظر في موضوع دخول اليهود اليمن". الى ذلك علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الفوج السياحي اليهودي الذي وصل الى صنعاء أول من أمس عن طريق اديس ابابا زار أمس منطقة ريدة 70 كيلومتراً شمال العاصمة حيث يقطن حوالى 300 يهودي يمني بينهم الحاخام يعيش بن يحيى. وقالت المصادر ان هؤلاء طلبوا زيارة مدينة تعز 270 كيلومتراً جنوبصنعاء لتفقد مواقع اثرية لليهود اليمنيين، في مقدمها ضريح الحاخام "الشبزي". وأشارت الى أن زيارات الأفواج السياحية اليهودية الجديدة لليمن ستحاط بسرية كاملة، بعد الحرج الذي واجهته السلطات اليمنية بسبب الضجة الاعلامية التي واكبت زيارة الفوج الأول قبل اسبوعين. واستبعدت ان تلتقي المجموعة الجديدة مسؤولين، علماً أنها تضم حاخامين وباحثين ورجال أعمال في قطاع السياحة الاسرائيلية.