وضعت زيارة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، موفداً من الرئيس حافظ الأسد، للرئيس اللبناني إميل لحود، حداً للتأويلات والتفسيرات المترتبة على الكلام الذي صدر عن وزير الدفاع اللبناني غازي زعيتر في ندوة أقيمت مساء الجمعة الماضي في المصيلح النبطية وتحدث فيها عن إمكان طلب الحكومة اللبنانية من الجيش السوري "مواكبة الجيش اللبناني الى المناطق التي سيدخلها إذا تمت إعادة انتشار إسرائيلية، ما يعني أن تل أبيب أصبحت تحت مرمى نيران الصواريخ السورية في صورة مباشرة". وفي هذا السياق، قال مصدر رسمي ومحللون سياسيون ل"الحياة" إن الوزير الشرع قصد بطريقة مباشرة الرد على كلام زعيتر من خلال قوله "أعتقد من الخطأ أن يدلي بعضنا بتصريحات، ولو بعاطفة شخصية، تنعكس سلباً أو تستفيد منها إسرائيل في دفع الأمور في الاتجاه اللاسلمي، نحن نريد دفع الأمور في اتجاه سلام شامل وعادل في المنطقة". واعتبر المصدر الرسمي أن كلام الشرع جاء بمثابة رد مباشر على زعيتر وعلى كل تصريح مماثل والمقصود كلام مشابه لنائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي. راجع ص4 وأكد المصدر أن وصف كلام زعيتر من جهات رسمية بأنه "شخصي محض" إضافة الى ما قاله الشرع، يقفل الباب أمام تحميل موقف وزير الدفاع تبعات رسمية، أكانت لبنانية أم سورية. وفي غضون ذلك قللت اسرائيل، بلسان رئيس وزرائها ايهود باراك وعدد من وزرائه، من اهمية تصريحات وزير الدفاع اللبناني، لكنها اعتبرتها مؤشراً الى "ارتباك" السلطة اللبنانية وقلقها حيال الانسحاب الاسرائيلي وتبعاته. وبحثت الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية امس في "الاستعدادات العسكرية" للانسحاب. وقالت مصادر اسرائيلية أن المجلس الوزاري استمع الى تقرير مفصل من رئيس الأركان شاؤول موفاز حول خطة اعادة انتشار قوات الاحتلال الاسرائيلي حتى شهر تموزيوليو المقبل استناداً لقرار حكومي سابق. وكان الشرع أكد في ختام زيارته للحود "أن دمشق تطالب باستئناف المفاوضات على الأسس التي قامت عليها في مدريد، وأن المطلوب من إسرائيل الشروع في ترسيم خط الرابع من حزيران يونيو 1967، وأن أي أساس آخر غير مقبول بالنسبة إلينا". وقال "إننا لا نتوقع الحرب ولا نريدها، والحديث عن الحرب خطأ لأننا نتحدث عن السلام وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوبلبنان والبقاع الغربي والجولان" مشيراً إلى "أن الحديث عن العنف والحرب ليس في محلهما". رسالة الأسد في المقابل ذكرت مصادر رسمية في بعبدا أن رسالة الأسد الى لحود تضمنت عرضاً لنتائج قمة جنيف والمناورات الإسرائيلية التي تبعتها، والتي تهدف الى التهرب من الاستحقاقات الجدية للسلام. وقالت إن لحود أكد أن "لبنان وسورية حريصان دائماً على أرفع درجات التنسيق والتواصل تجسيداً لعمق الأواصر والروابط بينهما"، وشدد على "أن البلدين يقفان جنباً الى جنب في تمسكهما بمبدأ الانسحاب الشامل من الجنوباللبناني والبقاع الغربي والجولان وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، الحل الذي يكتسب طابع الإلحاح، وهو مسؤولية إسرائيلية بالدرجة الأولى". وعلمت "الحياة" أن لحود أجرى لاحقاً اتصالاً برئيس الحكومة وزير الخارجية سليم الحص وأطلعه على نتائج زيارة الشرع الى بيروت، ويتوقع أن يعقد صباح اليوم اجتماع عمل بين لحود والحص في بعبدا، يتوجه بعده رئيس الحكومة الى دمشق للقاء نظيره السوري محمد مصطفى ميرو والوزير الشرع إضافة الى العقيد الركن الدكتور بشار الأسد، وستركز المحادثات على العلاقات الثنائية وعرض الأحداث في المنطقة على خلفية الجمود المسيطر على العملية السلمية.