سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطلع المسؤولين اللبنانيين على نتائج محادثاته مع باراك في واشنطن وسلم لحود رسالة من الأسد . الشرع : سورية لن تفاوض نيابة عن لبنان وتتعهد عدم التوقيع إلاّ بعده ... وتتفهم دور المقاومة
} أطلع وزير الخارجية السورية فاروق الشرع، بصفته موفداً من الرئيس السوري حافظ الأسد، رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود وكبار المسؤولين اللبنانيين، على نتائج المحادثات التي أجراها في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، ضمن استئناف المفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي. وصل الوزير الشرع الى مطار بيروت، الحادية عشرة قبل ظهر أمس، في طائرة خاصة، آتياً من دمشق. واستقبله نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر وعدد من مسؤولي أمن المطار. ومن فوره توجه الى قصر بعبدا حيث اجريت له مراسم استقبال رسمية بصفته موفداً رئاسياً، والتقى الرئيس لحود في حضور رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص والوزير المر. وعقد معهم جولة محادثات تناولت تطور عملية السلام استغرقت ساعة وربع ساعة، ليغادر الى دمشق، عبر المطار. ووزعت دوائر قصر بعبدا المعلومات الرسمية الآتية عن المحادثات،وفيها ان الشرع أطلع لحود "في اطار علاقات الاخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين على وقائع لقاءات واشنطن الأخيرة والإستعدادات الجارية للجولة المقبلة، ونقل اليه رسالة من الرئيس الأسد اكد له فيها ان تحريك المفاوضات على النحو الراهن انما يأتي ثمرة لصلابة الموقف المشترك، مشدداً على استمرار تلازم المسارين بين البلدين وعلى رفض سورية اي إيحاءات او محاولات تهدف الى تغييب لبنان عن دوره، سواء لجهة التمثيل او جوهر المواضيع المتوقع طرحها مع الجانب اللبناني في المرحلة المقبلة". اما الوزير الشرع فقال بعد المحادثات "نقلت رسالة من الرئيس الأسد الى الرئيس لحود تتعلق بنتائج محادثات السلام بين سورية وإسرائيل التي اجريت في واشنطن الأسبوع الماضي. وكانت وجهات النظر متطابقة، إذ كما تعلمون فبين سورية ولبنان معاهدة أخوّة وتنسيق وتعاون، خصوصاً في المسائل الأساسية التي تهم البلدين الشقيقين. وفي هذا الإطار أقول ان سورية رفضت ان تتحدث نيابة عن لبنان في المفاوضات او تفاوض باسمه. فلبنان دولة مستقلة ذات سيادة وسيشكَّل لها وفد مفاوض، وهي تفاوض بنفسها، ونحن ندعم موقف لبنان طول مدة المفاوضات وبعدها"، وأضاف "ان الرئيس الأسد كان بعثَ برسالة الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون يقول له فيها ان هناك تعهداً بين لبنان وسورية مفاده أن سورية لن توقّع اتفاق السلام مع اسرائيل إلاّ بعد أن يوقّع لبنان اتفاق سلام مع اسرائيل، وأن لبنان لن يوقّع اتفاق سلام إلاّ مع توقيع اتفاق سلام تقوم به سورية". و توقع ان ينضم لبنان الى المفاوضات في واشنطن "قريباً جداً، وعلى الأغلب، بعد الجولة الثانية من محادثات السلام السورية - الإسرائيلية التي ستبدأ في الثالث من الشهر المقبل". ورداً على سؤال عن أن بدء المفاوضات في هذا الشكل يشكل فصلاً بين المسارين اللبناني والسوري، أجاب الشرع "نحن لا يمكن ان نسهم في فصل المسارين، ونرفض اي محاولات خارجية لفصلهما. فالمسار واحد والمصير واحد، ولكن هذا شيء، وأن يفاوض لبنان بنفسه وعن القضايا الأساسية المتعلقة بعملية السلام شيء آخر. هذا لا يعني ان هناك فصلاً بين المسارين، فخلال عملية التفاوض بين مسارين متوازيين، واحد لبناني - إسرائيلي، وآخر سوري - إسرائيلي سيكون هناك تنسيق متواصل بين سورية ولبنان". وسئل: هل طُلب من سورية وقف المقاومة؟ اجاب "ان موضوع المقاومة اللبنانية موضوع لبناني. ولبنان يتحدث فيه وسورية تدعمه وتتفهم دور المقاومة والدور المهم للبنان كبلد ناضل دفاعاً عن حقوقه وضد الإحتلال الإسرائيلي، وهو موضع تقدير الشعب السوري والشعب العربي". وسئل: هل طلب منكم الإسرائيليون الإنسحاب من لبنان بالتوازي مع الإنسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان؟ اجاب "ليس من حقهم ان يطلبوا هذا الطلب. ولذلك لم نسمع به". وعن مجزرة عربصاليم التي حدثت اثناء الإجتماع في واشنطن، قال "عندما سمعنا هذا الخبر السيئ والجريمة التي ارتكبت أبلغنا الأميركيين في واشنطن استياءنا الشديد، وعبّر الأميركيون فوراً عن أسفهم لما حدث وأبلغوا الجانب الإسرائيلي الذي عبّر بدوره عن أسفه وأصدر بياناً بذلك". وعن رأيه في كلام باراك على التطبيع والأمن ولبنان قبل الإنسحاب من الجولان، قال "عناصر السلام معروفة وهي كما يأتي: 1- الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان الى خط 4 حزيران يونيو 1967 والإنسحاب من جنوبلبنان الى الحدود المعترف بها دولياً، 2- الترتيبات الأمنية المتوازية للطرفين، 3- طبيعة العلاقات التي ستنشأ بين الطرفين في اطار اتفاق السلام، 4- الجدول الزمني لتنفيذ الإتفاق. ويمكن أن يضاف عنصر خامس يتعلق بالمياه، إذ يأخذ كل طرف حقه بموجب قواعد القانون الدولي". وعن تقديره لنسبة التفاؤل بعد الجولة الأولى، قال "استطيع ان اتحدث عن جدية باراك التي لمسناها خلال محادثات الأربعاء والخميس الماضيين ولكن لا استطيع ان اتحدث بالدرجة نفسها عن تفاؤل لأننا في الجولة المقبلة سنختبر هذه الجدية بأشياء ملموسة من خلال اللجان التي ستشكّل". وسأله مراسل "سي.أن.أن." عن اجتماعه مع المسؤولين اللبنانيين ورسالة الأسد الى كلينتون، فكرر الشرع ما كان قاله في هذا الإطار. وأضاف "عندما نريد الحديث عن تفاؤل او تشاؤم، فمن المبكر الكلام الى ان نختبر في الجولة المقبلة في الثالث من الشهر المقبل النيات الحسنة لدى الطرف الآخر". وتابع "كانت وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين متطابقة، وعندما نختبر جدية الإسرائيليين، فإن أصدقاءنا اللبنانيين ينتظرون للمعرفة والتأكد". وأورد موقفاً مما وصفه ب"أشياء شخصية"، فقال "أود ان اشكر وسائل الإعلام اللبنانية في معظمها التي واكبت المفاوضات وأدركت المعاني الحقيقية للموقف السوري الثابت والمتمسك بالشرعية الدولية وبقرارات الأممالمتحدة، وفي هذا السياق لدي عتب على بعض وسائل الإعلام العربية في أمكنة معينة، أنها لم تكن موضوعية، في تحليلاتها وانتقاداتها ومعلوماتها التي استقتها من مصادر إسرائيلية من دون أن تتأكد من المصدر السوري هل هي صحيحة أم لا".