نفى مساعد مستشار وزارة الخارجية التركية أوغور زيال ان يكون تعثر عملية السلام بين سورية واسرائيل قد اثر سلباً في الجهود لفتح صفحة جديدة بين أنقرةودمشق. وقال ل"الحياة": "يخطئ من يربط بين المسارين. اننا عازمون على تحسين علاقاتنا مع سورية على الصعد كافة والى أقصى درجة ممكنة سواء نجحت عملية السلام أو فشلت". وأضاف انه "يقدر مشاغل" وزارة الخارجية السورية التي أخرت ارسال وفد الى أنقرة، وكانت الزيارة متوقعة هذا الشهر بعدما زار وفد تركي دمشق الشهر الماضي لبدء التفاوض على "اعلان مبادئ" في العلاقات بين البلدين. وتابع زيال: "نرحب بالوفد السوري في أي وقت، وننتظر من دمشق اقتراحات في مقابل تلك التي قدمناها للوصول الى نقطة وسط يتفق عليها في كل القضايا". واكد تحقيق تقدم في العلاقات خلال الجولة الأولى من المحادثات في دمشق، لكنه شدد على "ضرورة احلال الثقة وترك الشكوك والهواجس لفتح صفحة جديدة تماماً، وترك الماضي وراء ظهرنا". ورداً على سؤال عن تأثير التعاون العسكري التركي - الاسرائيلي على مشاعر الثقة في المنطقة ومحاولات تصفية النيات، أجاب: "في اطار النظام العالمي الجديد والعولمة فإن علاقاتنا تتطور بسرعة مع دول المنطقة في المجالات كافة وهذا لا يعني ان علاقاتنا مع اسرائيل بديل لعلاقاتنا مع الدول العربية والتي نؤكد استعدادنا لتطويرها في كل المجالات ومنها المجال العسكري. يجب ان يُلاحظ ان علاقاتنا التجارية مع اسرائيل فاقت بكثير علاقاتنا العسكرية معها". وعن الانباء التي تفيد بوجود تنسيق بين أنقرة وتل أبيب في مفاوضاتها مع دمشق، قال زيال: "ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اطلعنا على تفاصيل مفاوضات السلام". لكننا ندرك حساسيات المنطقة ونفصل بين محادثاتنا مع السوريين وعملية السلام. اذ أننا جادون في مدّ يدنا لسورية خصوصاً بعد التزامها اتفاق اضنة الأمني". وعن قضية المياه، قال زيال انها ضمن القضايا التي يتم البحث فيها بهدف الاتفاق على مبدأ لحلها "يرضي الطرفين". واشار الى ان الجانبين لم يخوضا في التفاصيل التي هي من اختصاص الفنيين الذين سيجتمعون "بعد الاتفاق على المبدأ". واضاف: "على الجميع ان يتناول موضوع المياه من منطق عقلاني ولا يهمل عامل الزمن. فالمنطقة مقبلة على أزمة مياه خلال نصف القرن الحالي. ولهذا على الجميع ان يحدد مطالبه في شكل عقلاني ويبدي تعاوناً مع البقية حتى نستفيد جميعاً من المياه ونتفادى أزمات المستقبل، وإلا فإن الخلاف سيزيد عبء شح المياه في المنطقة". ووصف زيال مشروع مياه نهر منا فجات ب"مشروع مستقبلي". وقال ان الهدف الأول منه هو تأمين حاجة شمال قبرص التركية من المياه ويمكن ان يستوعب احتياجات بقية دول المنطقة مستقبلاً. وأشار الى ان مشروع منا فجات يستطيع ان يحل المشاكل المائية في قطاع غزة. وزاد "جميعنا يعرف أي الانهار أقرب الى غزة. ولكن هل تستفيد غزة من مياهه؟". واضاف: "لم نجبر أحداً على شراء المياه، لكننا نعرضها لتلبية حاجة من يعاني شح المياه كي لا يزيد الصراع على مواردها مما قد يؤثر سلباً على استقرار المنطقة". وعن العراق، قال زيال ان تركيا تسعى الى تطوير علاقاتها معه، واشار الى استعداد بلاده لتأمين جميع احتياجاته في اطار اتفاق النفط مقابل الغذاء. لكنه اكد ان تركيا جزء من الأسرة الدولية ومضطرة للالتزام بقرارات الاممالمتحدة بخصوص الحظر، والتي "لا تستطيع حتى روسيا خرقها". وأشار الى ان استخدام قاعدة انجرليك الجوية التي تنطلق منها الطائرات الاميركية والبريطانية في عمليات الاستطلاع فوق شمال العراق، سببه الوضع "غير الطبيعي" في الشمال، داعياً "الاخوة العراقيين وأصدقاءنا الاميركيين الى تصحيح هذا الوضع الذي نتج عن الحرب وليس في يد تركيا حلّه". وفي شأن مستقبل العراق ومطالبة الأكراد بفيديرالية في شماله، اعتبر زيال ان النظام السياسي في العراق لا يخص تركيا "فإذا اختار العراقيون نظاماً فيديرالياً أو حتى ملكياً فهذا شأنهم وليس لنا ان نتدخل في شؤونهم الداخلية".