قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان اغور زيال مستشار وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم سيقوم في السادس من الشهر المقبل بزيارة لدمشق تستمر ثلاثة ايام يجرى خلالها محادثات مع السفير سليمان حداد معاون وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع. واوضحت المصادر ان المحادثات ستتناول "صوغ اعلان مبادئ للعلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية" تمهيداً لزيارة متوقعة يقوم بها جيم في غضون اشهر. وكان معاون وزير الخارجية السابق السفير عدنان عمران تسلم خلال زيارته لانقرة عام 1997 مسودة "اعلان المبادئ". لكن محادثات أخرى لم تجر في هذا الشأن بسبب توتر العلاقات بين الطرفين، الى ان وقع اتفاق أضنا في تشرين الاول عام 1998. وأوضحت ان زيارة زيال على رأس وفد سياسي يضم خليفة السفير جينغ دوعاتبه "هي الاهم منذ سنوات"، مشيرة الى ان الجانب التركي "سيكون مستعداً للبحث في موضوع المياه اذا قرر الجانب السوري اثارته خلال المحادثات". يذكر ان دمشق تطالب أنقرة بالدخول في مفاوضات جدية للوصول الى "قسمة عادلة" لمياه نهر الفرات على اساس اتفاق نهائي يحل محل الاتفاق المرحلي للعام 1987 الذي نص على تصريف اكثر من 500 متر مكعب في الثانية الى سورية التي تحتفظ ب 42 في المئة منها وتترك الباقي للعراق بموجب اتفاق رسمي بدأ تنفيذه عام 1990. وفي هذا الصدد، افادت اوساط تركية ان انقرة سمحت بتدفق مياه الفرات خلال عطلة عيد الاضحى المبارك المقبلة، وانها لن توقف عنفات توليد الطاقة كما جرت العادة في الاعوام السابقة. ووصفت هذه الخطوة بانها بادرة حسن نيات قبيل زيارة الوفد التركي لدمشق الشهر المقبل. وأبلغت مصادر مطلعة "الحياة" بأن ارسال تركيا مستشار وزارة الخارجية يعني ان أنقرة جادة هذه المرة في مفاوضاتها والا لما أرسلت مسؤولاً رفيعاً يتمتع بصلاحيات كثيرة من دون الرجوع الى المسؤولين. وأكدت أن رئيس الوزراء بولند اجاويد مهتم شخصياً بهذه البادرة، ويراهن على تحسين العلاقات مع سورية مستقبلاً. وذكر ديبلوماسي تركي ل"الحياة" أن زيال عبر له عن ارتياحه وتفاؤله تجاه المحادثات التي سيخوضها في سورية والتي ستعقد للمرة الاولى من دون ضغوط سياسية أو شروط مسبقة أو هواجس أمنية تزعزع الثقة بين الطرفين. وكانت تركيا اعتادت حبس مياه نهر الفرات خلال الأعياد والعطل الرسمية وذلك لاجراء أعمال صيانة في سد أتاتورك وجمع المزيد من المياه في بحيرته. وبسبب الجفاف الذي شهدته المنطقة الصيف الماضي انخفضت كمية المياه في بحيرة أتاتورك من 52 بليون متر مكعب العام الماضي الى 32 بليون متر مكعب حاليا، مما دفع وزير الطاقة جمهور أرسومر لأن يطلب من الحكومة تمديد عطلة العيد المقبل الى تسعة أيام تعطل خلالها المصانع والمنشآت الحيوية جنوب رتيكا والتي تستمد كهرباءها من سد أتاتورك واستغلال هذه الأيام التسع في سد العجز المائي في بحيرة أتاتورك الذي أصبح يهدد عملية توليد الطاقة من السد، حسب تقارير وزارة الطاقة.