يصل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى انقرة اليوم في زيارة رسمية وصفتها الاوساط السياسية التركية بأنها مهمة جداً. ويرافق العاهل الاردني رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ووزير الخارجية عبدالإله الخطيب ووزير الري كمال محادين وبعض رجال الاعمال. وهذه اول زيارة للملك الاردني الشاب لتركيا. وكان الرئيس سليمان ديميريل التقى الملك عبدالله الثاني في عمّان في تموز يوليو الماضي واعرب عن ثقته بأن الملك الشاب سيتابع السير على خطى والده الملك حسين الذي كان احد اكثر القادة السياسيين المقرّبين الى تركيا. الا ان انقرة تراهن على ان يبدأ الملك عبدالله الثاني تعاوناً اكثر نشاطاً وفي مجالات اوسع بين البلدين انطلاقاً من حماسه للعب الاردن دوراً اكثر فاعلية في المنطقة يتماشى والتطورات السياسية الاخيرة، خصوصاً بداية محادثات السلام السورية - الاسرائيلية والوضع الراهن في العراق. واشارت احدى الصحف التركية خلال لقاء اجرته مع الملك في عمان الى قوله ان لديه الكثير من الاقتراحات والمشاريع التي سيعرضها على الجانب التركي خلال زيارته، وفيما يرى ديبلوماسيون اتراك ان هذه الزيارة ستعطي دفعة جديدة للعلاقات التركية - الاردنية الجيدة في الاساس فإنها ستساعد ايضاً في دفع عجلة التقارب بين تركيا والدول العربية مع ابداء انقرة اخيراً اهتماماً بالعواصم العربية واعادة قراءتها لعلاقاتها العربية. وفيما يتمتع الملك بعلاقات طيبة مع دمشق، التي زارها مرات عدة فإن من المتوقع ان يساهم الملك في تشجيع التقارب التركي - السوري. وصرّح الملك للاعلام التركي بأنه متأكد من ان السوريين راغبون في علاقات جوار طيبة مع تركيا وجادون في جهودهم لتحقيق السلام مع اسرائيل. ويتوقع ان تنعكس هذه التصريحات ايجابياً على محادثات لجنة الخارجية التركية التي تعقد حالياً في دمشق. على صعيد آخر سيتم خلال هذه الزيارة طرح الوضع الراهن في العراق انطلاقاً من اعتماد انقرة على العلاقات الخاصة بين العراقوالاردن لتعكس لها صورة اوضح عن مستقبل هذا البلد المهدد بالانقسام والذي لا تخفي تركيا قلقها من احتمال قيام كيان كردي في شماله. كما سيتم بحث آخر تطورات عملية السلام والعلاقات العربية - التركية عموماً، فيما يتوقع ان تستأنف محادثات شراء الاردن مياهاً من نهر منا فجات التركي خلال وجود وزير الري كمال محادين في انقرة. وفي الجانب الاعلامي اثارت وسائل الاعلام التركي اهتماماً بالغاً بزيارة الملك واعتبرته احدى الصحف سفير النوايا الحسنة عن الدول العربية تجاه تركيا مؤكدة ان العلاقات مع الاردن يجب ان تكون مثالاً للعلاقات مع العرب عموماً، فيما خصص بعض وسائل الاعلام قسماً خاصاً للحديث عن الملكة رانيا وشعبيتها الكبيرة واهتمامها برعاية الاطفال