اعترفت موسكو بمقتل عشرة من عناصر الأمن الداخلي في معركة قرب بلدة سيرجين يورت جنوب غروزني. فيما ذكرت مصادر شيشانية ان مفاوضات سرية لوقف الحرب بدأت واسفرت عن اتفاق جزئي. وذكر بيان عسكري روسي ان مجموعة من قوات الأمن الداخلي كانت تقوم بدورية للاستطلاع قرب الموقع الذي نصب فيه مكمن أودي ب15 عنصراً من المظليين الروس الاحد الماضي. ولاحظ آمر المجموعة المقدم نيكولاي شيفيليوف وجود حوالى 60 مسلحاً شيشانياً في الموقع فقرر الاشتباك معهم واستدعى امدادات. واسفرت المعركة عن مقتل المقدم وتسعة من رجاله، فيما ذكرت مصادر روسية مختلفة ان حوالى 25 شيشانياً قتلوا في الحادث. إلا ان موقع "القوقاز" على الانترنت ذكر ان عدد القتلى من الجانب الروسي كان 28 قتيلاً اضافة الى عطب عدد من المدرعات. وذكر النائب الأول لرئيس هيئة الاركان العامة الجنرال فاليري مانيلوف ان القوات الروسية فقدت منذ بدء الحملة القوقازية في آب اغسطس الماضي 2181 قتيلاً و6388 جريحاً. وتتكبد القوات الفيديرالية خسائر خلال اشتباكات "داخلية". اذ كشفت النيابة العامة امس انها بدأت تحقيقاً في اعتداء مجموعة من الوحدات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية على سكان بلدة افتوري الذين "اطلقت عليهم النيران من دون تمييز" وارغموا على الانبطاح وضربوا ثم نقل الرجال الى مكان مجهول. وقالت النيابة العامة ان مجموعة من شرطة مكافحة الشغب حاولت ان تردع المعتدين الا ان هؤلاء "اعتدوا على رجال الشرطة وهددوهم بالسلاح". ويرى مراقبون ان خسائر القوات المسلحة وفضائح انتهاكات حقوق الانسان قد تكون عاملاً مساعداً في "تحريك" عملية السلام. وذكرت مصادر شيشانية امس ان اتصالات سرية بدأت بالفعل وجرى في اطارها الاتفاق على هيكلية حكومة ائتلافية تشكل بعد وقف النار واطلاق سراح الأسرى وتسليم سلاح الجنود الشيشانيين على ان يحتفظ الضباط بأسلحتهم. ودعا الرئيس اصلان مسخادوف الى اتفاق يجعل الشيشان "حليفة" لروسيا في القوقاز. الا ان الجنرال مانيلوف نفى امس احتمال التفاوض مع مسخادوف، وقال انه "غير وارد الآن ولاحقاً". ومعروف ان القادة العسكريين يشكلون مجموعة ضغط قوية تمنع الكرملين من اقامة اتصالات مع الشيشانيين لتحقيق تسوية سلمية.