} طارد القصف الروسي المقاتلين الشيشان غرب غروزني وجنوب غربها. واشتبك الجانبان في قضاء اتشخوي مارتان. واعترفت موسكو بأن قتالاً ضارياً جرى في عدد من احياء العاصمة الشيشانية بهدف تطهيرها من "جيوب للمقاومة"، بعد ساعات من الاعلان عن رفع العلم الروسي فوق القصر الرئاسي في غروزني. وتوقع مراقبون سيناريو تداول السيطرة على غروزني كما حصل في الحرب السابقة عملاً بمبدأ "المدينة لكم في النهار ولنا في الليل". تعرضت بلدات زكان - يورت وخامبي - ايرز وشامي - يورت وفاليريك وغيخي على بعد 20 كيلومترا من العاصمة الشيشانية وكاتير - يورت على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي غروزني، لقصف جوي ومدفعي روسي كثيف. واوضحت مصادر شيشانية ان عدد مقاتليها في المنطقة يناهز الالفين. وافادت وكالة "فرانس برس" ان المقاتلين تابعون للقائدين احمد زاكييف واسلام بك عبد الحاجييف. واضافت الوكالة ان غروزني "خلت من المقاتلين الشيشان وعمت اجواء الفرح صفوف الجنود الروس وهم يتقدمون في الشوارع الخالية ويطلقون النار احترازا". وابرز الاعلام الرسمي في موسكو نباء رفع العلم الروسي فوق القصر الرئاسي في غروزني باعتباره دليلاً على انتهاء المقاومة. وجاء ذلك بعد قتال ضار في عدد من احياء المدينة. وذكرت القيادة العسكرية الروسية ان المقاتلين الذين انسحبوا من غروزني يقاتلون في قضاء اتشخوي مارتان. الا انها اعترفت باستمرار عمليات تطهير جيوب المقاومة في حي المصانع ومنطقة تشيرفليونيه والاحياء القرية من مصافي النفط ومحطة القطار. واكد بيان روسي ان الطائرات شنت 130 غارة على غروزني ومناطق اخرى لاخماد "بؤر متفرقة" للمقاومة. ورأى المراقبون ان المعارك في العاصة ستستمر فترة طويلة ولكن في صورة حرب عصابات تعيد الى الذاكرة المعادلة التي كان الشيشانيون وضعوها اثناء استيلاء القوات الروسية على العاصمة في الحرب السابقة وهي "المدينة لكم في النهار ولنا في الليل". والى ذلك فان استمرار المقاومة في غروزني يمنع القيادة الروسية من نقل قطاعات اضافية الى محاور اخرى واهمها منطقة تشيخوي مارتان التي وصل اليها الف مسلح تمكنوا من الانسحاب من غروزني ويقاتلون حالياً للعبور الى المناطق الجبلية. وذكرت قيادة قوات القوقاز ان هناك 600 مسلح محاصر قرب بلدة الخان قلعة على بعد 12 كيلومتراً من غروزني وقامت المدفعية والراجمات بقصف المنطقة ما اسفر عن مقتل 50 شخصاً. واوضح الجنرال فاليري مانيلوف النائب الاول لرئيس هيئة الاركان العامة ان عملية اعادة انتشار واسعة ستجرى بعد "انجاز تحرير" غروزني لنقل قوات نحو المحور الجنوبي حيث توجد القواعد الجبلية للشيشانيين. واضاف انه بعد "تصفية الميليشيات غير الشرعية وقواعدها" سيبدأ تقليص القوات الموجودة في الشيشان، على ان تبقى فرق مشاة وامن داخلي ومجموعة من قوات الحدود للمرابطة الدائمة. ورفض مانيلوف بشدة امكان التفاوض مع القادة الشيشانيين الذين يحملون السلاح وقال: "لا نفاوض الا على شروط الاستسلام".