في إطار موجة الاغتيالات التي تجتاح صربيا، اطلق "مجهولون" الرصاص على رئيس شركة الخطوط الجوية اليوغوسلافية المعروفة اختصاراً "يات" جيفوراد بيتروفيتش 61 سنة الملقب "جيكا" قرب منزله وسط بلغراد. وذكر مصدر في وزارة الداخلية الصربية أمس الأربعاء ان جيفورا اصيب في رأسه وتوفي بعد قليل من نقله إلى المستشفى. وللمرة الرابعة تتعرض فيها شخصية عامة مهمة في صربيا للاغتيال في بلغراد منذ مطلع العام الجاري، بعد قائد الميليشيات الصربية جيليكو راجناتوفيتش أركان ووزير الدفاع بافلي بولاتوفيتش وقائد الميليشيا برانسيلاف لاتينوفيتش الملقب "دوغي". ونقل تلفزيون بلغراد عن شهود ان الشخصين اللذين نفذا عملية اغتيال بيتروفيتش فرا في سيارة "أودي" تحمل لوحة نوفيساد. وأصدرت حكومة صربيا بياناً وصفت فيه اغتيال بيتروفيتش بأنه "عمل ارهابي، جرى تنفيذه ضد مسؤول اقتصادي يوغوسلافي بارز، وان أجهزة الأمن تقوم بحملة مكثفة لكشف منفذي الجريمة". ويعتبر جيفوراد بيتروفيتش من المقربين إلى الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، فكلاهما من بلدة بوجاريفاتس، شرق بلغراد، وهما صديقان منذ طفولتهما ودراستهما. وتخرج بيتروفيتش من كلية المواصلات في جامعة بلغراد في 1968، ويعمل منذ حوالى 30 سنة في شركة الخطوط الجوية اليوغوسلافية التي تولى رئاستها قبل 8 سنوات، كما أنه عضو في حزب "اليسار الموحد" الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش زوجة الرئيس ميلوشيفيتش. ويرى مراقبون ان استمرار موجة الاغتيالات في صربيا التي يتعرض لها أنصار النظام ومعارضوه، على حد سواء، انعكاس للوضع الاقتصادي الصعب والفوضى السياسية التي تعج يوغوسلافيا، خصوصاً أن الحكومة لا تعطي تفسيراً مقنعاً لأسباب هذه الاغتيالات، باستثناء تحميل جهات أجنبية معادية المسؤولية، وهذه كثيراً ما تدخل ضمن الذرائع التي يلجأ إليها النظام بالتهرب من تبعة هذه الحوادث.