تتوقع مصادر ديبلوماسية متابعة لعملية السلام ان يبدأ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باتخاذ مواقف أكثر صلابة في المفاوضات مع اسرائيل خشية ان يعود الاهتمام الى المسار السوري في حال تم التوصل الى اتفاق اطار في حلول 15 أيار مايو، وهو الموعد الذي حدده الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني. وتتابع المصادر ان المرحلة الممتدة بين أواخر ايار ومنتصف حزيران يونيو ستكون مصيرية بالنسبة الى المفاوضات السورية - الاسرائيلية بسبب قرب موعد تنفيذ قرار الحكومة الاسرائيلية الانسحاب من جنوبلبنان وفقاً للقرار 425. ويشكك الفلسطينيون والاسرائيليون بالقدرة على احترام موعد 15 ايار، لكنهم يؤكدون ان الموعد الأهم هو ايلول سبتمبر المقبل الذي حدده الطرفان للتوصل الى معاهدة تسوية نهائية. وتعلل المصادر الديبلوماسية التشدد الفلسطيني المتوقع خلال المرحلة المقبلة لإدراك عرفات ان أي تقدم على المسار السوري سيكون على حساب المسار الفلسطيني. وعزز هذا الشعور الحماس الزائد الذي أبدته اسرائيل والولايات المتحدة للمسار الفلسطيني بعد فشل قمة جنيف بين الرئيسين بيل كلينتون وحافظ الأسد للتوصل الى اعادة استئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل. واثناء وجود عرفات الاسبوع الماضي في واشنطن توقعت مصادر ان تتخذ سورية مبادرة لإحياء المفاوضات بعد معرفة ماذا سيحصل على المسار الفلسطيني. وترجمة للوعود الاميركية بعد اجتماع كلينتون مع عرفات الاسبوع الماضي وقبله مع باراك، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية على لسان الناطق الرسمي ان منسق عملية السلام دنيس روس سيتوجه الى المنطقة مطلع الاسبوع المقبل ليشارك في الجولة المقبلة من المفاوضات وسيكون جالساً مع المتفاوضين الى الطاولة. كذلك أعلنت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت انها هي ايضاً ستقوم برحلة الى المنطقة خلال 6 - 8 اسابيع. وقال الناطق باسم الخارجية ان اولبرايت بعد هذه الرحلة "ستكون في موقع أفضل لإعطاء تقييم الى الرئيس اذا ما كان عقد قمة بين عرفات وباراك مفيداً". وأضاف روبن ان فترة ال6 - 8 اسابيع ستكون "مرحلة حاسمة" للمساعي السلمية بين الفلسطينيين واسرائيل. ومن غير المتوقع ان تزور اولبرايت سورية إلا إذا حصل تطور مهم في الموقف السوري. وقللت اولبرايت من التوقعات على المسار السوري وصرحت بأنه "مع اتضاح الموقف السوري وجدنا ان الهوات لم تضق"، وذلك في اشارة الى الرد السوري على اقتراحات باراك التي نقلها كلينتون الى الرئيس الاسد خلال اجتماع جنيف. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ل"الحياة" ان موعد زيارة اولبرايت تحدده التطورات على جبهة المفاوضات وانها اذا قررت الذهاب فسيكون ذلك للاعداد لقمة بين عرفات وباراك في البيت الأبيض.