"حرب المكامن" في الشيشان مستمرة اذ تصدى مقاتلون لقافلة روسية في وادي ارغون بعد يوم واحد من مصرع ما لا يقل عن 15 جندياً في مكمن ذكرت الصحف الروسية انه من اعداد "العرب الذين يعرقلون عملية التسوية". وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان معركة ضارية جرت قرب "بوابة الذئاب" عند مدخل وادي ارغون الاستراتيجي. وأضافت ان شيشانيين هاجموا قافلة للقوات الفيديرالية واستدعيت طائرات قصفت الغابات المحيطة بالموقع الذي اطلقت منه النيران. وكانت موسكو اعترفت الاثنين بمصرع 15 مظلياً وتدمير ست آليات في مكمن قرب بلدة سيرجين يورت. فيما ذكر الشيشانيون انهم دمروا 23 مدرعة وقتلوا 80 مظلياً في الحادث. واثر اتهام الناطق الرسمي سيرغي ياسترجيمبسكي اثنين من "المرتزقة العرب" بقيادة الكمين بدأت حملة اعلامية مكثفة قادتها صحيفة "ازفيستيا" التي نشرت على صدر صفحتها الأولى مقالاً جاء فيه ان "العرب المتعصبين ... يعرقلون أكثر من غيرهم التسوية السلمية" في الشيشان. واضافت ان روسيا بوسعها ان تتفاهم مع الشيشانيين لولا "العرب الذين صاروا من العقبات الاساسية على طريق السلام". ومن جانبها نشرت "ايتار تاس" وهي وكالة حكومية رسمية خبراً عن انتقال "مرتزقة عرب" الى مناطق الحدود الجورجية - الشيشانية تمهيداً للانخراط في العمليات. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية ان "المتطرفين تدربوا على أعمال ارهابية" في لبنان وغادروه بجوازات اجنبية مزيفة. وعلمت "الحياة" ان السفراء العرب قرروا درس تحرك مشترك يتصدى لحملة الافتراءات التي لم تقترن حتى الآن بأي شاهد أو دليل. وقال ديبلوماسي عربي ل"الحياة" ان الناطق الرسمي باسم الكرملين تحدث عن أسر 15 مسلحاً هاجموا القافلة الروسية، وأشار الى ان قادتهم من العرب، فيما لم يعرض اي من الأسرى. ويرى مراقبون ان القيادات العسكرية تحاول ايجاد "مشجب" تعلق عليه خسائرها وتوضح اسباب استمرار الحرب على رغم ان النائب الأول لرئيس الأركان العامة الجنرال فاليري مانيلوف أعلن امس عن "سحق القسم الأساسي للتشكيلات الأكثر تنظيماً وقدرة وأهمية". واضاف ان القوات الفيديرالية تعيد انتشارها للتركيز على "عمليات خاصة للقضاء على فلول" قدر عددها بثلاثة آلاف عنصر منهم 500 في العاصمة غروزني. الا ان رسلان آوشيف رئيس جمهورية انغوشيتيا قدر عدد المقاتلين الشيشانيين ب17 ألفاً وقال ان غالبيتهم تحت أمرة الرئيس اصلان مسخادوف. واضاف ان الأخير عندما أعلن نيته وقف النار انما كان "ينتظر رد فعل موسكو" ولكن القيادة الروسية لم تستجب لندائه. ويرى المراقبون ان الكرملين تعرض لضغوط شديدة من العسكر الرافضين التفاوض. واكد الجنرال مانيلوف امس ان المفاوضات مع مسخادوف تعني "السير الى أمام برأس متجه الى الخلف". واضاف: "لن نجلس الى طاولة مفاوضات مع قطاع طرق يتحملون وزر مصرع الاف الاشخاص". إلا ان بطريرك عموم روسيا اليكسي الثاني اشار الى انه "يحبذ اتصالات" مع مسخادوف اذا حدد الأخير موقفه من "العمليات الاجرامية الارهابية". ورفض الوزير بلا وزارة رمضان عبداللطيفوف اجراء مفاوضات مع مسخادوف، لكنه دعا الى "حديث" معه لضمان حل يحفظ به كرامته. واقترح تحديداً ان يسمح للرئيس الشيشاني بالمغادرة الى بلد آخر لم يحدده.