مضت ستة شهور على تولي الإعلامي مدحت زكي رئاسة مجلس إدارة شركة "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات"، وهي ضلع من مثلث الانتاج الكبير التابع لإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، فيما الضلعان الأخريين هما قطاع الانتاج والشركة المصرية لمدينة الانتاج الإعلامي. وتنفرد شركة صوت القاهرة عن الضلعين الأخريين بأنها تضم الانتاج الغنائي الى جانب الدرامي، مثلما تنفرد في الدرامي بخوض مجال الانتاج المسرحي لا التلفزيوني والسينمائي فقط. وكان البعض استقبل قرار وزير الإعلام المصري صفوت الشريف إسناد المهمة إلى زكي باستغراب لم يخل من الدهشة. لكن زكي تمكن في وقت وجيز من تحقيق إنجازات عدة فنية، يقول عنها: "أعتقد أن مجموعة الأعمال الدرامية الكبيرة التي ستعرض خلال المرحلة المقبلة خير دليل إلى ما أنجزته، فقد انتجنا في الشهور الستة الماضية، وشرعنا في إنتاج، مجموعة من الأعمال المتميزة والجيدة على رأسها مسلسل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ومعها كوكبة من الفنانين مثل أحمد رمزي وجميل راتب ومحمود قابيل، والوجوه الشابة الى جانب فنيين على أعلى مستوى كمهندس الديكور نهاد بهجت ومدير التصوير رمسيس مرزوق مع المخرج المتميز عادل الأعصر والكاتبة ماجدة خير الله. وفرنا عناصر النجاح الرئيسية لهذا المسلسل ليكون عملاً مهماً في تاريخ شركة صوت القاهرة،. وهناك أيضاً "الناس والعيلة"، وهو من المسلسلات المميزة التي تلقي الشركة بثقلها فيه، وهو من تأليف مجدي صابر ومن بطولة كمال الشناوي ويوسف شعبان وفردوس عبدالحميد وعزت أبو عوف ونهال عنبر وسبعة وجوه جديدة مع المخرج محمد فاضل. وتأكد لي من خلال جولاتي، في بداية العمل، على الاستديوهات أثناء التصوير، أن المخرج فاضل في أحسن حالاته الفنية، وأن هذا المسلسل من أفضل أعماله وسيكون مفاجأة حين يعرض على الشاشة. وهناك كذلك مسلسل "أوبرا عايدة" للكاتب اسامة غازي والمخرج أحمد صقر وفريق التمثيل المتميز المكون من يحيى الفخراني وصفية العمري وحنان ترك وابراهيم يسري وعزة بهاء وأمينة رزق ومريم فخرالدين، وأعتقد أنه يمثل نقطة تحول عالية المستوى لمخرج كبير هو أحمد صقر. وهنا حوار مع زكي عن عمله هذا: فاتن وتدخلها. ما ردك على ما أثير أخيراً من أقاويل عن تدخل فاتن حمامة في اختيار فريق العمل للمسلسل وأجرها العالي وما إلى ذلك؟ - الغيرة الفنية هي السبب. فمسألة عودة فاتن حمامة إلى تمثيل مسلسل جديد بعد غياب نحو عشر سنوات أصابت البعض ب"خضة" وبعض المنتجين والفنانين بالقلق، وبالتالي الغيرة الفنية في داخلهم والخوف من هذه العبقرية الفنية. لكن المشاهدين في مصر والعالم العربي والفنانين الذين يدركون القيمة الفنية لعودتها، كلهم سعداء ويتمنون لها النجاح. وما حقيقة اختيار أحمد رمزي بدلاً من حسين فهمي ليجسد دوره في المسلسل؟ - حسين فهمي فنان كبير نحب وجوده معنا في شركة صوت القاهرة، ولكن في عمل يناسبه لأن ما يهمنا أن يعمل معنا هذا النجم، لأنه ممثل له مكانة خاصة في نفوسنا ونفوس الجميع. ولم يكن حسين فهمي مطروحاً لهذا المسلسل إذ لم يكن هناك دور يناسبه، وبالتالي فالتعاقد تم مع أحمد رمزي للدور الذي رأيناه يناسبه، ولا صحة لما اشيع عن أمر الاستبدال! كيف اقنعتم فاتن حمامة بالعودة الى التمثيل بعد غياب طويل؟ - عندما عرضت عليها الكاتبة ماجدة خير الله والمخرج عادل الأعصر نص المسلسل أعجبت به، وتحمست له، وقالت إن فيه أموراً أساسية، وبدأت بعقد جلسات مع الكاتبة والمخرج لإجراء بعض التعديلات على النص حتى استقرت الأمور تماماً ودخلت الاستديو وبدأت التصوير. ما حيثياتكم في اختيار ما تتصدى الشركة لإنتاجه؟ - بداية، ننظر الى الفكرة والنص واسلوب المعالجة الدرامية. فالأعمال الضخمة نختارها لقصاصين وروائيين كبار، ويتولى كتابة السيناريو والحوار سيناريست كبير، وبعد تكوين هذه التوليفة نختار لها المخرج بعناية ثم فريق التمثيل المبدئي، وأنا اضيف خبرتي القديمة في مجال الدراما لاستقراء المستقبل ومدى جودة العمل وإمكانات نجاحه. ومع هذه الأعمال الكبيرة للكبار نتيح الفرص للشباب في أعمال كثيرة ولدينا الآن أعمال يتم تصويرها لمخرجين شبان، على أعلى مستوى من الجودة، مثل عمرو عابدين وأحمد مدحت، وهما من جيل الوسط مثل محمد عبدالنبي. إلى ذلك، نحن في كل فريق تمثيل، نختار ممثلين كباراً، وندعمهم بممثلين من جيل الشباب، لأنني أؤمن بأنني لا يمكن أن اعتمد على أحدهما دون الآخر. ثم إن الشباب مثل الوردة إذا لم يقدم جيداً، وسط أهل الخبرة، كأننا لم نعطه الفرصة. من هنا تبرز أهمية توظيفه بالشكل المناسب مع الكبار. هذا في مجال إنتاج الفيديو، ولكن أين إنتاج الشركة السينمائي؟ - وافق وزير الإعلام على أن ننتج هذا العام فيلماً لنشارك به في الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. واخترنا "عتبة السعد" للكاتب كرم النجارالذي يقوم ببطولته نور الشريف مع إلهام شاهين وحسن حسني وأحمد خليل وعبدالمنعم مدبولي، وتدور أحداثه على الصراع بين الإنسان والطبيعة واقتحامه المجهول، والكفاح والتعمير من أجل إضافة رقعة خضراء للتنمية في الوطن. وسيكون إنتاج الفيلم ضخماً يتناسب مع موضوعه والقضية التي يتناولها، والمشاهد التي ستتضمن حوادث كبيرة مؤثرة وسيول على قرى وغيرها. وبدأنا بالفعل الإعداد لتصوير الفيلم الذي سيبدأ خلال أيار مايو المقبل، وأعتقد أنه سيكون عالي المستوى، ونطمح إلى أن نحصل عبره على جوائز في المهرجان. ما الخطوات التي اتخذت لإثراء الحركة المسرحية؟ - الشركة بدأت في ذلك بتجربة "المسرح للجميع"، وهي تجربة رائدة في مجال المسرح استكملتها بعدما توليت مقاليد الأمور، ولدينا الآن ثلاث مسرحيات مع محمد صبحي هي "لعبة الست" و"كارمن" و"سكة السلامة 2000". وقدمنا أعمالاً أخرى متميزة مثل "الملك هو الملك" و"ملاعيب". ويأتي البروتوكول الذي وقعناه مع "البيت الفني للمسرح" ليدعم تجربة تقديم مسرحيات بنظام المنتج المنفذ في إثراء التجربة المسرحية. وحين فكرت في هذا البروتوكول وعرضت الأمر على وزير الإعلام رحب في شدة وأعطى الضوء الأخضر إيماناً منه بالدور الذي تقوم به وزارة الإعلام لإحياء المسرح ودعمه. والبروتوكول يقضي بإختيار بعض مسرحيات البيت الفني للمسرح لندعمها مادياً ويكون الانتاج مشتركاً بيننا وبينهم، ثم يحصلون على إيرادات شباك التذاكر ونحصل نحن على عائد التوزيع الداخلي والخارجي للفيديو. أم كلثوم في مجال الانتاج الغنائي، إلى متى ستظل الشركة معتمدة، في إيراداتها ونشاطها، نجاح ألبومات أم كلثوم؟ - لن نظل أبد الدهر معتمدين سيدة الغناء العربي أم كلثوم. فإلى هذه العبقرية، لا بد من أن تقدم الشركة ألبومات واسطوانات مدمجة أخرى. لذلك فنحن نحتضن أصواتاً جميلة وقوية حققت بصمة في الساحة الغنائية مثل إيمان البحر درويش ومحمد الحلو وعلي الحجار وعفاف راضي وأنوشكا، وجيلاً آخر صعد وازدهر، تمثله أنغام وغادة رجب، وجيلاً جيداً نتبناه، من أبنائه وسام وشيماء سعيد في خطة طموحة لإثراء الحركة الغنائية وإرضاء كل الأذواق والمراحل السنية بحيث يكون لدينا عبقرية القرن وجميع المراحل السنيّة والفنية للمستمع المصري والعربي. وهذه الأصوات ندعمها بتقديم أعمال كبار الشعراء والملحنين إليها كي نطمئن إلى نجاح التجربة. ما الإنتاج الجديد الذي تعدونه للمرحلة المقبلة؟ - نعد الآن مجموعة من المسلسلات الضخمة مثل "البيضاء" عن قصة الأديب يوسف ادريس وسيناريو محمد الرفاعي وحواره، وبطولة سناء جميل" و"المدندش" عن قصة أحمد الشيخ التي حصل من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية، والسيناريو والحوار لبشير الديك، والإخراج لسامي محمد علي" و"البلد" عن قصة عباس أحمد، والسيناريو والحوار لمحمد الرفاعي، والإخراج لمجدي أحمد علي" و"الأشباح" من تأليف ابراهيم مسعود، وإخراج علي عبدالخالق، والقصة من ملفات المخابرات المصرية عن بطولات ابنائنا في سيناء" و"طرح البحر" من تأليف محمد جلال عبدالقوي وإخراج هاني اسماعيل" و"جبار" الذي سيبدأ تصويره قريباً. وتم الاتفاق مع المخرجة إنعام محمد علي والكاتبين محفوظ عبدالرحمن ومحمد السيد عيد للتعاون معهم في أعمال جديدة. وإلى الانتاج الدرامي سنبدأ، مطلع تموز يوليو المقبل، بتنفيذ تجربة الكتاب المسموع. واخترنا مجموعة من الكتب المتميزة سنطرحها في الأسواق في ألبومات كاسيت ليسمعها الجمهور، كأنه قرأها ليكون الألبوم بهذه الوسيلة مصاحباً له ككاتب في أي مكان، مساهمة منا في دعم حركة الثقافة. وسنباشر الدفع بكنوز الإذاعة المصرية في ألبومات مثل طاهر أبو فاشا ومحمد محمود شعبان في "ألف ليلة وليلة".