يتم خلال الأيام القريبة المقبلة البدء في تصوير قصة حياة المطرب والموسيقار المصري الراحل محمد فوزي في حلقات درامية ستذاع خلال شهر رمضان المقبل أسوة بباقي الفنانين الراحلين الذين تم عمل مسلسلات عن حياتهم ومنهم بليغ حمدي وإسماعيل ياسين، خاصةً أن حياة محمد فوزي تحتوي على درجة عالية من الثراء الدرامي. وقال ل “الأربعاء” مدحت زكي رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري : إن الراحل محمد فوزي يعد واحداً من أهم الشخصيات المؤثرة فنياً في العالم العربي كمطرب وملحن وممثل ومنتج وإنسان أيضاً، كما إنه من أهم مطربي الأغنية المصرية الخفيفة، وأول من غنى لأعياد الميلاد وللأطفال، كما إنه ملحن النشيد الوطني للجزائر، ويرجح إنه المطرب الأخف دماً في تاريخ السينما المصرية. وكشف زكي عن أن المسلسل سيقع في 30 حلقة وسيجسّد دور “فوزي” النجم الشاب حسن الرداد بعد استبعاد المطرب محمد ثروت، حيث سيتفرغ تماماً لتصوير العمل، وقد تقرر أن تُقدم جميع الأغانى خلال أحداث المسلسل بصوت محمد فوزي. وأشار إلى أن المسلسل يرصد حياته ونشأته حتى حضوره للقاهرة وذيوع شهرته، وأبان أنه ألتقى الفنانة الكبيرة مديحة يسرى وعرض عليها سيناريو الحلقات باعتبارها كانت زوجة الموسيقار الراحل محمد فوزي والتي قامت بدورها بإدخال بعض التعديلات على الأحداث التي مر بها خلال مشواره الفني وحتى رحيله، وقال إن قطاع الإنتاج يقدم هذا العمل اعترافاً منه بريادة الموسيقار الراحل في مجال الغناء والتلحين والتمثيل السينمائي وتكوينه لأول شركة مصرية للاسطوانات حملت اسم مصر وكانت ضمن الشركات التي قامت الثورة بتأميمها ضمن قرارات ثورة يوليو في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. والموسيقار محمد فوزي يعد أحد أشهر المطربين والملحنين والممثلين والمنتجين في القرن العشرين، وولد في طنطا (شمال القاهرة) عام 1918، وحضر إلى القاهرة عام 1938، وفى عام 1944 دخل عالم السينما لأول مرة من خلال دوره في فيلم “سيف الجلاد”، وخلال ثلاث سنوات استطاع التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية واستمر في ذلك طيلة الأربعينيات والخمسينيات. وفي عام 1958م استطاع محمد فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الأسطوانات و فرّغ نفسه لإدارتها، حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الأسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الأسطوانة بتسعين قرشاً، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة و ثلاثين قرشاً، وأنتجت شركته أغنيات لكبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وغيرهما، ودفع تفوق شركة فوزي وجودة إنتاجها الحكومة إلى تأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966م.