بدأت السلطات الروسية تعترف بالخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الفيديرالية في منطقة فيدينو، ولاحظ المراقبون ارتباك القيادات الروسية في ادارة الحرب، فيما بدأت مفوض حقوق الانسان الدولية جولتها في شمال القوقاز، ويتوقع ان تسفر عن ضغوط دولية على روسيا. وأعلنت مديرية الداخلية في مقاطعة بيرم امس العثور على 27 جثة لأفراد من شرطة مكافحة الشغب الذين ارسلوا الى الشيشان من بيرم الواقعة الى الشرق من موسكو "للاشتراك في عملية مكافحة الارهاب". وتم العثور على الجثث قرب قرية جاني فيدينو الجبلية جنوب الشيشان حيث وقعت قافلتان لقوى الأمن الداخلي في كمين نصبه المقاتلون الشيشان الاربعاء الماضي. وقال الناطق الاعلامي لمديرية الداخلية انه يتعذر رفع بعض الجثث "لأنها ملغومة". وتخشى الأوساط الأمنية الروسية ان يبلغ عدد القتلى في الكمائن الأخيرة اكثر من أربعين. وشنت الصحف الروسية الصادرة أمس حملة انتقادات للقيادات العسكرية والأمنية الروسية بسبب عجزها عن ادارة العمليات في الشيشان والتنسيق بين الوزارات والهيئات التي تشترك فيها. وذكرت صحيفة "سيغودنيا" الواسعة الاطلاع ان مسؤولي وزارة الدفاع "استرخوا" بعدما صوت 80 في المئة من افراد القوات المسلحة لفلاديمير بوتين في الانتخابات الأخيرة، وجرى التمديد للوزير تقديراً له لذلك. وأشارت الى سلسلة من المناقلات الغامضة في صفوف جنرالات القوقاز اسفرت عن ابعاد "نجوم الحرب" الاساسيين عن المنطقة وتعليق وضع بعضهم في اجواء الخلافات والمهاترات. وقالت الصحيفة ان فلاديمير شامونون وهو القائد العسكري الذائع الصيت الذي قاد "المحور الغربي" في الشيشان قبل سحبه الأخير من القوقاز يرى المبادرة الحربية في الشيشان "أفلتت" من أيدي القيادة الروسية وان تركيبة القوات الحالية لا تتناسب مع المرحلة الراهنة للحرب حيث لا توجد خطوط جبهات واضحة بل ينتقل القتال بسرعة من منطقة الى اخرى وهو يلوم القيادة التي لم ترسل التعزيزات جواً لانقاذ سرية من المظليين ابيدت قبل شهر جنوب الشيشان. واشارت "نيزافسيمايا غازيتا" الى ان القوات الفيديرالية فقدت السيطرة على اجزاء واسعة من قضائي فيدينو ونوجاي يورت وان المواطنين يرفضون الانخراط في صفوف الشرطة الموالية لروسيا وان اعيان المنطقة لا يقبلون العمل في الادارات المحلية خوفاً من القتل على أيدي "الانفصاليين". وأضافت الصحيفة ان معارك ضارية اندلعت الاسبوع الماضي في منطقة فييدتو التي ينتشر فيها مقاتلون ينتحلون صفة القرويين المسالمين. وعلى صعيد آخر، بدأت ماري روبنسون مفوض الاممالمتحدة لحقوق الانسان جولتها في القوقاز وتشمل انغوشيا والشيشان وداغستان. وصرحت في موسكو قبيل توجهها الى المنطقة على التأكد من معلومات عن خرق حقوق الانسان في الشيشان، وحضت القيادة الروسية على الاعتراف بها وعلى اتخاذ خطوات ضرورية لوضع حد للتجاوزات والجرائم التي تقع هناك.