اتخذت القيادات العسكرية في موسكو وشمال القوقاز مواقف متشددة وسط انباء عن خلافات بينها وبين المسؤولين السياسيين في ما يتعلق بالحرب في الشيشان. واقتربت القوات الروسية من غروزني وأوشكت على الاستيلاء على قلعة باموت، ونقلت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة الى الكرملين قلق المتجمع الدولي على اوضاع المدنيين في شمال القوقاز. وقال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري مانيلوف النائب الأول أن الولاياتالمتحدة ترغب في انهاء المواجهة مع روسيا حول قواتها في القوقاز وغيرها، لكي تصادق على المعاهدة الخاصة بخفض القوات التقليدية فيها. وكرر الجنرال فلاديمير شامانوف قائد الجبهة الغربية للقوات الفديرالية في القوقاز تصريحاته الرافضة وقف العمليات العسكرية في الشيشان. وقال في حديث الى صحيفة "كوميرسانت"، الصادرة امس انه سيستقيل من الجيش اذا صدرت اوامر بوقف العمليات. وأعرب عن تخوفه من عدم ايصال الزحف الروسي الى "نهايته الحتمية والمنطقية، لأننا نعيش في دولة فريدة من نوعها يمكن للأحداث فيها ان تنقلب في اتجاه معاكس بمشيئة رجل واحد". وعلى صعيد آخر قال نائب في مجلس الدوما النواب ل"الحياة" ان هناك مواقف "متباينة" بل خلافات بين غالبية القادة العسكريين في موسكو والقوقاز ومسؤولين في وزارة الخارجية والديوان الرئاسي حول آفاق "عملية مكافحة الارهاب في الشيشان". وأشارت صحيفة "كوميرسانت" الى ان عدداً من المراسلين الروس شاهدوا في اسطنبول في مقر الوفد الروسي نقاشاً محتدماً وعصبياً بين وزير الخارجية ايغور ايفانوف ووزير الدفاع ايغور سيرغييف ومدير دائرة التعاون الدولي في الوزارة ليونيد إيفانوف، تتعلق بالموقف من قرارات قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وعلى الصعيد الميداني جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع ان القوات الروسية بصدد اتمام العمليات الضرورية للاستيلاء على قلعة باموت غرب الشيشان وان اعداداً من المقاتلين انسحبوا من غروزني الى مناطق جنوب الشيشان والقادة الميدانيين جهزوا حوالى ستين صهريجاً كبيراً يحتوي على مواد كيماوية سامة للتفجير عند اقتراب القوات الروسية منه. اما في ما يتعلق بالموقف الانساني فاختتمت ساداكو اوغاتو المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة مفوض شؤون النازحين جولتها في روسيا، حين زارت انغوشيا والشيشان.وقالت اوغاتو في موسكو امس ان الوضع في انغوشيا "صعب ولكن لا يمكن وصفه ب"كارثة انسانية"، وأشارت الى ان السلطات الفيديرالية الروسية ترسل "مساعدات سخية" الا ان اللاجئين في حاجة الى مزيد من الخيام الدافئة والمواد الطبية. وأضافت انه على السلطات الروسية القيام بخطوات بناء الثقة بين قواتها والمدنيين في الشيشان وأنغوشيا. كما وعدت المبعوثة الدولية بتقديم مساعدات اضافية الى العائلات الأنغوشية التي آوت عشرات الآلاف من النازحين الشيشانيين. وأشادت بما تقوم به السلطات في اصلاح شبكات الكهرباء والغاز والخدمات الطبية في المناطق "المحررة" في الشيشان وطالبت ان تتم عودة المدنيين الى أراضيهم "بمحض ارادتهم".