استمرت المعارك في غروزني وجنوب الشيشان من دون تقدم ملحوظ للقوات الروسية، فيما حذر القائد السابق للحملة على الشيشان من اخطاء تتكرر. وسادت أجواء غضب على الروس بين سكان انغوشيا بعدما اقدم جندي مخمور على دهس طفلتين بآليته. وأفادت وكالة انباء "انترفاكس" أمس ان القوات الروسية "تقدمت ببطء ولكن بثبات" في غروزني على محاور مجرى نهر سونجا - معمل المعلبات - حتى سونجا القديمة. وقالت ان خسائرها بلغت في اليومين الماضيين خمسة قتلى و15 جريحاً. ودارت اشتباكات في منطقة فيدنيو الى الجنوب الشرقي من العاصمة الشيشانية، خصوصا قرب قمة جبلية سماها العسكريون الروس "السلحفاة" حيث سقط ما لا يقل عن 15 مقاتلاً شيشانياً. وأشارت مصادر شيشانية الى احتدام القتال في محيط قرى دوبا - يورت وداتشو - بورزوي وياريش - ماردي على ضفتي نهر ارغون. وقالت ان سكان قرية دوبا - يورت اتصلوا بالقيادة العسكرية الروسية وطالبوها بوقف القصف على القرية لأن المسلحين انسحبوا منها. وعلى صعيد آخر، لمّح اناتولي كوليكوف وزير الداخلية الروسي وقائد القوات الفيديرالية في الشيشان سابقاً الذي انتخب نائباً في مجلس الدوما النواب الى ان السلطات الروسية بدأت تقع في الأخطاء نفسها التي ارتكبت في الحرب الشيشانية السابقة. واعطى امثلة بينها غياب العناية الضرورية بإحياء هيكلية الإدارة المحلية في المناطق "المحررة" وعدم فرض حال الطوارئ في الشيشان بمرسوم رئاسي خاص، مما يسمح بتجاوزات شتى، اضافة الى عجز موسكو عن تصفية "زعماء الارهابيين". وحذر من مخاطر اندلاع حرب العصابات حتى في المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية. وفي انغوشيا المحاذية للشيشان، تجمع آلاف من السكان على الطريق الرئيسية قرب بلدة بارسوكي حيث دهست شاحنة عسكرية روسية يقودها جندي مخمور طفلتين. وطالب المحتجون السلطات بإنزال العقوبة بالجاني وقادته والعمل على منع حدوث جرائم مماثلة. ووصف الرئيس الانغوشي رسلان أوشيف وهو يحمل رتبة جنرال في الجيش الروسي، سلوك العسكريين الروس ب"الفظ والبشع". وحذر من ان تكرار حوادث مماثلة قد يؤدي الى انفجار الوضع في انغوشيا التي يتعاطف معظم ابنائها مع الشيشانيين. واتهم القيادة العسكرية الروسية في القوقاز والنيابة العامة الفيديرالية بالتغاضي عن جرائم تقترفها العناصر التابعة لها.