سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم يكن هناك تنسيق أدوار مع الكونغرس ... ولم نهدد باستخدام الاحتياط البترولي ... والسوق هي التي تصنع الاسعار لا الحدود المصطنعة .ريتشاردسون ل "الحياة" : لعبت دوراً ناشطاً في ديبلوماسية الطاقة ولم أهن أحداً ولا أجبرت أحداً على الطاعة
وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون شخصية ملفتة بتاريخها السياسي كما بطموحاتها السياسية. انه رجل المهمات الصعبة، لكنه في هذه المرحلة حذر للغاية، ربما لاعتبارات ذات علاقة بما يقال عن احتمالات ان يطلب منه المرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور ان يكون نائب الرئيس المرشح. انما ما لفت الانتباه في الفترة الأخيرة الى ريتشاردسون له علاقة بأسلوب تعاطيه مع الدول المنتجة للنفط اثناء اجتماع "اوبك" في فيينا، إذ استرق الأضواء بسبب تدخله الواضح مع هذه الدول كي تزيد الانتاج النفطي لتنخفض الأسعار بما يلائم المستهلك الأميركي. في الحديث الذي أجرته "الحياة" مع ريتشاردسون تم التطرق الى ابعاد "ديبلوماسية الطاقة" السياسية وتداخلها مع "ديبلوماسية الدفاع" و"ديبلوماسية الحوار" أو ديبلوماسية القفزات النوعية في العلاقة مع الدول. هنا نص الحديث: هل تنوي الولاياتالمتحدة الاستمرار في التدخل مع دول "اوبك" كلما اعتبرت أسعار النفط عالية جداً أو منخفضة؟ - لا. لقد كان مهماً في الجولة الأخيرة ان تشرح الولاياتالمتحدة موقفها، والذي كان ايضاً موقف دول صناعية ودول نامية عديدة كما اليابان وكوريا الجنوبية، بأن أسعار النفط كانت باهظة الارتفاع وان السوق كانت في حاجة الى استقرار وأنه كان من المهم لدول "اوبك" ان تزيد الانتاج. وعليه، الجواب هو لا. فهذه ليست سياسة مستمرة. ان عدداً من وزراء الطاقة في الماضي وضعوا آراءنا أمام "اوبك" قبل اجتماعاتها. فما قمت به ليس جديداً باستثناء ناحية الظهور العلني وناحية الحدة، والتي لربما كانت أقسى. هل كانت مفرطة في القساوة؟ أترى ان جهودك المقبلة يجب أن تكون أقل حدة وقساوة؟ - اولاً، ان جهودي كانت ناجحة. وثانياً، تلقيت حفاوة واستقبالاً رائعين لي في المنطقة الشرق الأوسط. ولقد سررت بصورة خاصة بردود فعل الكويت والمملكة العربية السعودية ومصر، علماً بأن مصر ليست عضواً في "اوبك" الا أنها أصدرت بياناً دعم أهداف الولاياتالمتحدة. داخل الولاياتالمتحدة تلقيت الانتقادات على أساس اني شفيع لديبلوماسية tin cup مما اعتبره بعض الأوساط مفرطاً في الأسلوب الهجومي. انما المهم ان النتيجة كانت ايجابية. واعتقد ان الاعتراف بحسن الأداء والمديح يجب أن يكون لدول "اوبك" ولدول مثل المملكة العربية السعودية والكويت اللتين تبنتا أدواراً قيادية قوية جداً. لماذا فعلتا ذلك؟ - اعتقد ان المملكة السعودية والكويت ومعظم دول "اوبك" ادركت ان الاستقرار مهم في الأسواق وانه ليس مفيداً ان يستمر ذلك التقلب الحاد في الأسعار. عشرة دولارات لبرميل من النفط سعر ضئيل جداً، وثلاثون دولاراً للبرميل سعر مرتفع جداً. ادركت هذه الدول ان الاستقرار الذي احتاجته الأسواق يتطلب منها العودة عن قرارات تخفيض الانتاج التي اتخذتها قبل سنة ونصف السنة واتخاذ قرارات رفع الانتاج. واعتقد ان القرارات التي تبنتها هذه الدول تثبت الوعي الرفيع للمسؤولية، وهي ناجحة. فالأسعار مستقرة وليست منخفضة تحت الدرجة المعقولة. واعتقد ان هذا هو ما تريده المجموعة الدولية والدول النامية، المنتجة كما المستهلكة. ما هو السعر الصحيح في تقديرك؟ ذكرت ما بين 10 و30 دولاراً فهل نتحدث عن 23 دولاراً للبرميل؟ - رأي الولاياتالمتحدة هو ان السوق تقرر الأسعار وما هو الرقم الصحيح ما بين 10 و30. ودعيني اكتفي بالقول الآن اننا مسرورون بانخفاض السعر وباستقرار الأسعار في مستوى معيّن. انما علينا انتظار نتيجة قرارات "اوبك" التي سيكون لها أثر ايجابي جداً مع مرور بعض الوقت. فالقرارات اتخذت منذ أقل من أربعة أشهر فقط. قلت سابقاً ان قرار "اوبك" المنتظر في شهر حزيران يونيو المقبل مهم لكم، وان الانقسام الذي وقع في صفوف دول "اوبك" كان موقتاً، وان الأمور أفضل الآن لأن الأكثرية من دول "اوبك" صديقة للولايات المتحدة. فماذا تتوقع في حزيران؟ - دول "اوبك" هي التي ستقرر ان كانت ستزيد الانتاج. قد تقرر الا تزيد الانتاج. انما من المبكر القول ماذا سيأتي به اجتماع حزيران. واعتقد ان علينا الانتظار لنرى ما هو تأثير قرارات آذار مارس وأين السوق وأين الأسعار. الولاياتالمتحدة مستمرة في اتصالاتها. وأنا باستمرار على الهاتف مع الوزراء ليس فقط لاشكرهم على قرارهم الأخير وانما ايضاً لتبادل المعلومات. فاتصالاتي مع زملائي من وزراء الطاقة مستمرة. وما هي رسالتك لهم في شأن حزيران؟ - لم أبعث لهم برسالة معينة في شأن حزيران. واعتقد انه قبل ان نعبّر عن آرائنا، علينا الانتظار لنرى ما هو تأثير قرارات آذار والتي نعتبرها حكيمة، لأن سيكولوجية السوق تحسنت. علينا تحسين الموجودات البترولية، وهذا يتحسن. انما نحن في حاجة لمراقبة الأوضاع لبعض الوقت قبل ان نقرر مواقفنا من الاجتماع المقبل. لكن سياستنا هي ان السوق هي التي تملي الأسعار. فلتقرر السوق السعر الصحيح وليس الحدود المصطنعة. رافقت تحركاتك محاولة من الكونغرس بإعطاء الادارة صلاحية سحب المعونات العسكرية والاقتصادية عن الدول المنتجة للنفط اذا رفضت الانصياع لما تريده الولاياتالمتحدة. أنت وصفت ذلك بأنه خطأ بل انه مؤذٍ لجهود الادارة. على رغم ذلك، هنالك من يعتقد أن الموقفين جاءا نتيجة تنسيق الادوار بهدف تحقيق اهدافكم. - لم يكن هناك تنسيق أدوار في هذا الموضوع، بل انني كنت قلقاً من بعض البيانات والقوانين التي صدرت عن الكونغرس، كما بذلت جهداً كبيراً لاقناع وفد من الكونغرس بعدم حضور اجتماع "اوبك" في فيينا. واعتقد ان اصدقاءنا في الشرق الأوسط يجب أن يفهموا أن هناك ادارة ديموقراطية وكونغرساً جمهورياً وان هناك احياناً نزاع بين الاثنين. رأيي ان ما قام به الكونغرس لم يكن مفيداً، بل مؤذياً. انما هذا هو نظامنا وهذه هي الديموقراطية الأميركية التي تعطيهم حق اتخاذ المواقف التي يريدونها. أما موقف الرئيس والادارة فهو ان تبني قوانين عقابية خطأ. والرئيس لم يكن أبداً واطلاقاً في وارد المصادقة على مشروع القانون. ألم تلوّح باجراءات عقابية، ليس عبر مشروع القانون بالضرورة، وانما عبر التذكير بأن هناك ثمناً لإحباط هذه الأولوية الأميركية؟ - لا. لم أجبر أو اغصب احداً اطلاقاً، ولم أهدد أبداً واطلاقاً. لم اهدد باستخدام الاحتياطي البترولي أبداً ولم أتحدث اطلاقاً عن دور الولاياتالمتحدة في دولة معينة. ما فعلته هو انني ناشدت دول "أوبك" على أساس ما هو في مصلحتها. وفي اطار مصلحة دول "أوبك" ان هذا سعر مستقر. فهم يريدون اقتصاداً اميركياً قوياً قادراً على الاستمرار في شراء منتوجاتهم. واعتقد ان الدول النامية كانت في حاجة الى استراحة من الأسعار المرتفعة للنفط. فالأسعار المستقرة هي الأفضل للدول المستهلكة كما للدول المنتجة. هذه كانت رسالتي، لا أكثر ولا أقل. ديبلوماسية الطاقة التي اطلقتها ادت الى صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر التي كانت زيارتك اليها أول زيارة لعضو في الحكومة الأميركية منذ 10 سنوات. الى جانب ما اسميته اجتماع قمة التعاون في مجال الطاقة في الجزائر، ماذا اعطيتم الجزائر بالمقابل لتعاونها معكم؟ - اولا، ان الولاياتالمتحدة مسرورة ومرتاحة جداً لردود فعل الجزائر في موضوع "أوبك". فقد لعب الجزائريون دوراً بناء، ودعموا استقرار الأسعار. وأثناء زيارتي الجيدة الى الجزائر بحثنا في توسيع علاقتنا في ميدان الطاقة. واننا ننظر في الإعداد لاجتماع في الجزائر قبل بدء الصيف، وأنا أريد العودة الى الجزائر. وحسب اعتقادي ان الدولتين كانتا في الماضي تشككان في بعضهما البعض وهما الآن تفهمان بعضهما البعض نتيجة زيارتي. والدولتان تريدان توسيع هذه العلاقة... بالنسبة الى الاجتماع فهو لوزراء الطاقة من شمال افريقيا، ولربما من بقية افريقيا، لبحث موضوع الطاقة. والتفاصيل ما زالت في صدد الإعداد. وهل هذا كل ما حصلت عليه الجزائر بالمقابل؟ - لم نكن نتحدث عن مقابل أو بدائل أو مكافآت. ان الجزائروالولاياتالمتحدة تريدان تحسين العلاقات بينهما. ولربما كان ذلك عنصراً وحافزاً لقرار الجزائر الى جانب رغبة الجزائر الحقيقية في اسعار مستقرة. وهذا ما أراده أعضاء "أوبك" جميعاً. بعض الدول الأعضاء في "أوبك" لا تربطها علاقات ديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، مثل ليبيا التي لم تعرقل قرارات "أوبك". ما هو مفهومك للدور الليبي؟ والبعض يربط بين زيارة فريق من الخارجية الأميركية الى ليبيا لتقويم احتمالات تحسين العلاقة وبين امكان عودة النفط الليبي الى الأسواق الأميركية. - حسب مفهومي، دعمت ليبيا موقف السعودية. ولا علاقة بين السياسة الأميركية نحو ليبيا ومواقف ليبيا داخل "أوبك". لم يكن هناك رابط بين الاثنين. أين تتجه العلاقة بين الولاياتالمتحدة وليبيا؟ - نرى ان ليبيا تتبنى بعض الخطوات الايجابية مثل تلك المتعلقة بمثول المواطنين الليبيين المحتجزين أمام المحكمة الاسكوتلندية. وحسب مفهومي، فإن زيارة الوفد الأميركي كانت ايجابية. وبالتالي، هناك بعض التجاوب من ليبيا. متى يمكن للعلاقة ان تقلع؟ - هذا أمر عائد الى وزارة الخارجية. فأنا وزير الطاقة، وهذه ليست من مهماتي. كل ما أعرفه هو ان لا علاقة لهذا بمواقف ليبيا في "أوبك" ولم تكن هناك أي مكافآت أو مقابل لها. اما العلاقة الأميركية - الليبية، التي لا تزال في خانة النزاع، فهي من شأن وزارة الخارجية. كانت لك اشادة بالكويت علماً بأنها تعرضت للانتقاد من أوساط أميركية عدة. اتعتقد ان هذا النقد لم يكن عادلاً؟ - اعتقد انه لم يكن عادلاً لأن الكونغرس والاعلام الأميركيين ركزا على الكويت بصورة غير عادلة. فالكويت حليف قوي للولايات المتحدة، وهي تصرفت بصورة بناءة للغاية اثناء اجتماع "أوبك" بما يخدم مصلحتها الوطنية. إذ دعمت استقرار الأسعار الذي قادته السعودية بشجاعة. فما تعرضت له الكويت لم يكن عادلا، وصديقي الشيخ سعود الصباح، وزير الطاقة، كان أحد القادة وقد قام بعمل جيد وقدم لننا مساعدة قيّمة. برز انتقاد شديد اللهجة ضدك في الأوساط السعودية الاعلامية، الى أن أوضح وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز انك لم تمارس الضغوط على المملكة. هل تشعر بأنك تصرفت احياناً بصورة "البلطجي" من دون أخذ حساسيات المنطقة في الاعتبار؟ - كنت بالغ الاحترام للدور القيادي الذي لعبته السعودية ولم تكن لدي حاجة للمساهمة في القرار. فقوة السعودية وقيادتها سادتا واقنعتا اعضاء "أوبك". ولنا علاقة جيدة جداً مع المملكة. وتربطني مع وزير الطاقة علي النعيمي علاقة جيدة جداً. حاولت ان أبقى بعيداً عن مسارهم، انما كان من الضروري للولايات المتحدة ان تشرح مواقفها. فقبل الاجتماع ب45 يوماً سمعنا بأن دولاً تعمل لخفض الانتاج. لذا قررنا تنشيط دورنا في ديبلوماسية الطاقة. ويشهد السجل اننا لم نستخدم الاحتياط البترولي الاستراتيجي، وعارضنا قوانين عقابية أرادها الكونغرس. لعبت دوراً ناشطاً في ديبلوماسية الطاقة، انما بديبلوماسية هادئة. فأنا لم أهن أحداً. عقدت اجتماعات لشرح مواقفنا على أسس عملية. لم أهدد ولم أغضب ولم أجبر أحداً على الطاعة. ذكرت أثناء مخاطبتك "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك ان المملكة العربية السعودية ستعوّض عن الأرقام المتعلقة بالصادرات النفطية العراقية. هل حصلت على تعهدات وضمانات بذلك؟ - اعتقد ان السعودية قالت ذلك علناً منذ مدة طويلة وليست تعهدات قدمت لي. وحسب مفهومي ان تقدير انتاج العراق يومياً هو حوالى 300 ألف برميل يومياً. ولا داعي لي لاشك في ذلك. لماذا لا تعيدون النظر أو تراجعون سياستكم نحو العراق؟ - لا تغيير في سياستنا نحو العراق. العقوبات باقية. ونحن نريد عودة المفتشين. ويبدو أن صيغة النفط للغذاء وقراراتها تسير على ما يرام. البعض يدعو الولاياتالمتحدة إلى التفكير في إعادة النظر في سياستها ليس فقط بسبب اثر العقوبات على العراق، وإنما أيضاً كي يتمكن المفتشون من العودة، وكي تتوقف عمليات تهريب النفط، وأطرح سؤالي عليك لأننا ما زلنا نتحدث نفطياً، لماذا لا تتجاوبون؟ - من الصعب معرفة ما يقوم به العراق لجهة التهريب ولجهة كمية النفط التي ينتجها ولجهة البنية التحتية للقطاع النفطي. فإعلاناتهم مختلفة كل مرة. وقد توقفت عن مراقبة ما يفعلونه بدقة. وكل ما أعرفه هو ان سياستنا نحو العراق لم تتغير ولن تتغير ما لم يمتثل العراق لقرارات مجلس الأمن. تحتجز إيران ناقلات تهرب النفط العراقي، هل تنوي الولاياتالمتحدة مكافأة إيران على اجراءاتها؟ - لا املك معلومات دقيقة في هذا الشأن. ولن ادخل في افتراضات في هذا الموضوع. لا أتكلم عن افتراضات ذلك ان وزير الدفاع وليام كوهين مدح إيران على ذلك علناً. ارحب باجراءات إيران القسرية نحو الشحنات النفطية غير الشرعية. لكن علاقاتنا مع إيران لن تتغير إلى حين ان تغير إيران بعض سياساتها. ماذا عن الكلام عن طرق تهريب بديلة عبر سورية؟ - لا معلومات لديّ في هذا الموضوع. ولا اريد الخوض في معلومات لا أمتلكها. لنتحدث عن التقاطع بين "ديبلوماسية الطاقة" وبين "ديبلوماسية الدفء" بين الولاياتالمتحدةوإيران. - ان الكرة في ملعب إيران. ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت مدت يدها في خطاب مهم، وحتى الآن لا توجد ردود فعل ايجابية، إنما بصفتي وزير طاقة يسرني ان إيران تساهم بحصتها في رفع انتاج "أوبك". واضح ان إيران كانت مستاءة مني، واني أفهم ذلك. ذلك اني لا أكن أية غايات سيئة نحو وزير الطاقة الإيراني. اتعتقد ان الاستياء المتبادل أثناء اجتماع "اوبك" سيؤثر في دور إيران كلاعب في موضوع النفط عبر قزوين؟ - لا. كنت ببساطة أعرب عن آراء الولاياتالمتحدة أثناء مداولات "أوبك"، ولم أكن أقلل من تقدير إيران أو أسعى الى تقويض دورها. لنا مصالحنا، ولإيران مصالحها. سياستنا هي دعم باكو - جيهان والأنابيب عبر قزوين. هذه سياسة تنجح ولا نريد ان نضايق أحداً في منطقة قزوين. اسلوبك ضايق إيران وأدى إلى مخاوف من تأثيره على العلاقة السعودية - الإيرانية المهمة. أتوافق مع الذين يقولون لك اسلوبك أثر سلبياً على تلك العلاقة المهمة؟ - لا أعتقد ان اجرائي مكالمة هاتفية إلى وزير ثالث أثر في العلاقات السعودية - الإيرانية. ولا اعتقد أن اتصالاتي الهاتفية هي المسؤولة عن مواقف إيران، بل ان إيران كان لها أهدافها أثناء الاجتماع. اني لا اريد إثارة هذا الموضوع الذي عولج الآن. فإيران تساهم في قرار "أوبك"، وهذا أمر أرحب به. وقد قام حوار جيد أخيراً في موضوع الطاقة بينهما السعودية وإيران ولا أظن ان أفعالي تؤثر في علاقاتهما. في أعقاب زيارتك إلى المنطقة، قام وزير الدفاع وليام كوهين بزيارة حض اثناءها دول الخليج على تبني فكرة مبادرة التعاون الدفاعي أمام الأسلحة البيولوجية والكيماوية، وليس النووية التي تمتلكها إسرائيل، مما أثار حملة على السياسة الأميركية التي تركت الانطباع بأنك انت ذهبت إلى المنطقة لوقف ارتفاع مدخول الدول، ثم ذهب وزير الدفاع لامتصاص الزائد في المدخول عبر تسويق الأسلحة الأميركية؟ - إن هذا من صنع مخيلة خصبة في بعض الأوساط. لا. لم يكن هناك أي تنسيق بين وزارتي الطاقة والدفاع. إن علاقاتنا مع دول الخليج قوية جداً تشمل الطاقة ومسائل الأمن والقيم المشتركة. ما سعى وراءه الوزير كوهين هو تعزيز علاقاتنا بدول الخليج. فدول الخليج فائقة الأهمية لنا. ومنطقة الخليج الفارسي فائقة الأهمية لأمن الولاياتالمتحدة ولأمن الخليج. كيف تتقاطع محاور الطاقة مع المحاور العسكرية في منطقة الخليج؟ - لنا علاقات طاقة كما لنا علاقات أمن مع دول الخليج. وليس هناك أهداف ربط الاثنين. كل منا، وزير الدفاع وأنا، قام بمهامه على سكته، فعملت من جهتي مع "أوبك" في مواضيع الطاقة، والوزير كوهين عمل على مواضيع الأمن... اننا لا نقوم بمهام البائع على الاطلاق. فهو وزير الدفاع وأنا وزير الطاقة، وكل يقوم بمهامه. كان عليك في مهامك كوزير طاقة التعاطي مع مسائل التجسس على المختبرات النووية. فهذه المسألة ضمن صلاحياتك، عندما كنت في إسرائيل قالت إحدى وكالات الأنباء إنك بحثت تعزيز التعاون النووي بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ادرك ان وكالة الأنباء صححت ما نشرت. لكن الموضوع النووي بحث، أليس كذلك؟ - لا. لم أبحث أبداً موضوع التعاون النووي مع إسرائيل. ما فعلناه، بكل بساطة، هو توسيع وتعزيز العلاقة في نطاق الطاقة مع إسرائيل، كما فعلت مع مصر ومع السلطة الفلسطينية، حيث وقعنا اتفاقيات تعاون لها علاقة بالطاقة. لم نفعل شيئاً ذا علاقة بالناحية النووية. توجد علاقات تعاون بيننا وبين إسرائيل في مجال المختبرات العلمية، وتحدثنا عن تعزيز التعاون بين علمائنا، إنما ليس في المجال النووي... لقد كان التقرير الصحافي خاطئاً. والصحافة ترتكب أخطاء، كما نفعل نحن أحياناً. زُعم ان الصين تورطت في أعمال تجسسية في المختبرات النووية في الولاياتالمتحدة، وهناك الآن خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل التي ستبيع طائرات استطلاعية للصين تعتبرها واشنطن خطيرة على مصالحها وحلفائها. يبدو ان إسرائيل لن تتراجع، ما رأيك؟ - لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع، لم اسمع بذلك. إنه موضوع مطروح في كل وسائل الإعلام. اعتزام إسرائيل بيع الطائرات الاستطلاعية المجهزة بالرادارات والذي تعارضه الولاياتالمتحدة. - افضل ألا أتحدث في هذا الموضوع، لأنني لا اعرف الكفاية عنه. دعني إذن أعود إلى موضوع تعرفه له علاقة بالانطباع الذي تتركه. دعني أضع أمامك أولاً انطباعاً قد لا يعجبك يقول إن هدفك هو القيام بحملة استئساد لتخلق الفتنة بين دول "أوبك" وكسر الاجماع في صفوفها، وانك لو تركت الأمور بحالها في ديبلوماسية هادئة لكانت النتيجة، كل هذا من أجل طموحاتك السياسية الشخصية. هذا أحد الانطباعين عنك؟ - وهل هذا هو الانطباع الجيد أم السيى؟ ماذا تعتقد؟ - أولاً، ان خبرتي الديبلوماسية واسعة وقد كنت سفيراً لدى الأممالمتحدة. وقد عُرف عني اني لا أستأسد ولا ارغم ولا أهدد. كل ما أفعله هو شرح مواقفنا. ولديّ العديد من الأصدقاء من العرب وبين دول "أوبك". اعتقد ان الانطباع ساد بأنه كانت هناك ضغوط فرض وارغام واستئساد. وهذا ليس صحيحاً. ولم يقل أحد ذلك، لربما باستثناء إيران. دعني اضع أمامك الانطباع الآخر، وهو، انك سياسي محنك يريد الظهور والاضواء، وان طريقة تعاطيك مع موضوع النفط مع "أوبك" هدفت إلى اثبات قدرتك على القيادة، وانك تستخدم مركزك كوزير طاقة كمنطلق لغايات تسلم مهمات أعلى في الإدارة المقبلة، كنائب رئيس لآل غور، إذا فاز في الانتخابات؟ - لقد ارسلني الرئيس بيل كلينتون للقيام بهذه الزيارة وبذلت قصارى جهدي للالتزام بالديبلوماسية الهادئة البعيدة عن الأضواء. إنما ليس في وسعي ان اوقف الإعلام عن اهتمامه بما أقوم به، ولأسباب مفهومة، ذلك ان هذه المسألة مهمة جداً للشعب الأميركي بسبب أسعار النفط والبترول. لم اسعَ وراء الاضواء، ان القضية هي التي اجتذبت الاضواء. أما في ما يخص مركز نائب رئيس، لست في الحملة الانتخابية لأي منصب كان. هذا قرار عائد إلى نائب الرئيس آل غور. ولن اشجع الافتراضات والتخمينات، فالقرار لن يُتخذ قبل خمسة أشهر من الآن. أنت عضو في الحكومة الأميركية. ألا تتابع ما يجد في عملية السلام للشرق الأوسط، أو ان ذلك حصراً من مهام وزارة الخارجية؟ - هذا شأن وزارة الخارجية. لقد زرت إسرائيل ومصر والرئيس ياسر عرفات. وفي اعتقادي توجد خمسة أسباب وراء تفاؤلي بسلام، وهي: الرئيس الأميركي بيل كلينتون، ورئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والرئيس المصري حسني مبارك، وصديقي وزير خارجية مصر عمرو موسى. هذا على المسار الفلسطيني، ماذا عن المسار السوري؟ - لست على إلمام بذلك المسار، فأنا لا اتابعه.