لندن، طهران، ابوظبي - "الحياة"، رويترز - تجاوزت اسعار خام القياس "برنت" المستويات التي حققتها في حرب الخليج الثانية وجرى تداول البرميل بسعر 30.22 دولار في عقود نيسان ابريل التي جرى ابرامها في بورصة النفط الدولية في لندن. راجع ص 13 ومع ارتفاع الخام اعلن ان وزير النفط الايراني بيجان زانقانة سيصل الى الرياض اليوم في بداية "جولة تشاور" خليجية قد تحمله الى الامارات وسلطنة عُمان. لكن مصادر اماراتية قالت "ان ليس لديها معلومات عن الزيارة". وذكر ان زانقانة سيجري مع وزير النفط والطاقة المعدنية السعودي علي النعيمي "محادثات صريحة". ويأتي اجتماع وزيري النفط بين اكبر دولتين منتجتين للنفط في "اوبك" في وقت حرج يتعرض فيه المنتجون لضغوط من الدول المستهلكة لخفض قيود الانتاج. وكان اتفاق بين السعودية وايران مهد الطريق لاتفاق مهم العام الماضي بين "اوبك" ومنتجين غير اعضاء علي تقييد المعروض ما ادى الى زيادة الاسعار بنحو ثلاثة امثالها. وتؤيد السعودية وفنزويلا زيادة الانتاج في اقرب وقت ممكن لخفض الاسعار وتعويض مخزونات الوقود التي استنفدت. لكن ايران ودولاً متشددة اخرى تعارض اي زيادة قبل تموز يوليو. ونقلت "رويترز" عن مصادر ديبلوماسية في الامارات قولها امس ان الوزير الايراني سيزور دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لاجراء محادثات اعتبارا من السبت المقبل لكن مسؤولين في ابوظبي نفوا معرفتهم بالزيارة. وتوقعت المصادر ان يتمسك زانقانة بموقف ايران المعارض لرفع انتاج "اوبك" ومنتجين آخرين على رغم ارتفاع الاسعار الى مستوى قياسي جديد. ويسلط ارتفاع الأسعار الاضواء على خلافات بين دول "أوبك" واسلوب خفض اتجاه السوق من دون التسبب في انهياره. ويهدد الخلاف الواضح بتأخر الاتفاق على زيادة انتاج الخام اللازم للسوق الاميركية الكبيرة في اسرع وقت ممكن. مصداقية "أوبك" وقالت سارة ايمرسون المحللة في "دار انيرجي سيكيوريتي اناليسيس لاستشارات الطاقة" ان مصداقية "أوبك" تهاوت وهي في حاجة لاستعادتها. وقال نعمان بركات من "أمرو" برزت علناً الخلافات في الرأي ما يقلل جداً من احتمالات زيادة الانتاج. وتعتقد السعودية ومنتجون كبار في "أوبك" مثل فنزويلا وخارج "أوبك" مثل المكسيك انه يجب زيادة الانتاج فوراً بعد رفع القيود في نهاية آذار. وعلى الجانب الاخر تربض "صقور الاسعار" مثل ايران وليبيا والجزائر التي تريد استمرار القيود لاطالة فترة تحقيق أكبر قدر من العائدات. الصقور والحمائم ويتأرجح في الميزان اتجاه سوق متصاعدة وسط مخاوف من حدوث أزمة في البنزين في الولاياتالمتحدة بسبب زيادة الطلب في فصل الصيف. وقالت ايمرسون: "شعوري ان ايران وليبيا والجزائر سترضخ في النهاية لكن الموقف صعب جداً... انه انقسام تاريخي بين الصقور والحمائم". ويتعين على السعودية ان تلعب دور موازنة بالتوفيق بين ايرانوالمكسيك في وقت ارتفعت فيه الاسعار الى اعلى مستوياتها. وألمحت المكسيك، التى يعتمد اقتصادها أكثر على التجارة في منتجات غير نفطية مع الولاياتالمتحدة، الى أنها قد تتحرك من جانب واحد اذا فشلت "أوبك" في التوصل الى اتفاق على زيادة ملموسة في الانتاج. لكن في الميزان أيضاً تحالف مثمر بين عضوين في "أوبك" السعودية وايران، ما أضفى مصداقية سياسية قوية على اتفاق خفض الانتاج العام الماضي. ويُعتقد ان ايران لا تستطيع زيادة الانتاج لذلك فان لها مصلحة في الحفاظ على المستويات الحالية. لكن محللين يقولون ان الآمال التي تعقدها السعودية على الاجماع داخل "أوبك" ربما تعني انه لارضاء ايران فقد توافق على زيادة طفيفة في الانتاج اقل مما كانت تريد. وقال جيوف باين من "ستاندارد بنك" ان الجميع يحاول الحفاظ على ارتفاع الاسعار لاطول فترة ممكنة. لكنهم يختلفون حول مدى استمرار الوضع. واضاف: "لا يجرؤ صقور الاسعار على عدم التوصل الى اتفاق لان هذا يعني اطلاق حرية الانتاج... وفي هذه الحالة هم اكبر الخاسرين". وأدركت السعودية وفنزويلا هذا الخطر في اجتماعات مع وزير النفط المكسيكي لويز تيليز في الاسبوع الماضي. وأكد وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز ان الاجماع في "أوبك" على أكبر قدر من الاهمية0 وقال مراقب "أوبك" المخضرم بيتر جينو من "سالومون سميث بارني" يبدو "انهم سيسحبونا الى الخلف قبل التوصل الى اتفاق". واتضح الخلاف المحتدم منذ أسابيع أمس الاثنين عندما قال وزير النفط الايرانى بيجان زانقانه انه لا داعي لزيادة الانتاج في نيسان ابريل. وفي وقت لاحق قالت ايران وليبيا والجزائر ان "أوبك" تستطيع مواصلة مستوى الانتاج المنخفض بعد آذار لان الطلب سيهبط بمقدار يزيد على ثلاثة ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من السنة. وعلى الصعيد الفني تتجه الانظار الى توقعات الطلب على النفط وقالت مصادر في اوبك ان الدول الاعضاء تتوقع زيادة في الطلب على التكرير بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً في الربع الثاني.