على رغم اعلان موسكو ان الحرب الشيشانية دخلت مرحلتها النهائية فان ناطقاً باسم الكرملين توقع امس نشاطات عسكرية واسعة النطاق للمقاتلين الشيشانيين، فيما ذكر مدير الاستخبارات الالمانية ان رقعة الحرب يمكن ان تتسع لتشمل الجمهوريات المجاورة للشيشان. واعلن الرئيس فلاديمير بوتين في لندن انه يعتزم اجراء انتخابات رئاسية في الشيشان خلال سنتين. وكانت القيادة العسكرية وعدت بانهاء الحرب اواخر العام الماضي ثم عدلت التاريخ الى نهاية آذار مارس لكي يتزامن اعلان "النصر" مع موعد الانتخابات الرئاسية، واكدت اخيراً ان العمليات "دخلت طوراً حاسماً" توقعت ان ينتهي قبل نهاية الشهر الجاري. الا ان مكتب الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ذكر امس ان القادة الشيشانيين يعدون لنشاطات "تخريبية ارهابية واسعة النطاق". واضاف ان تحركات مكثفة رصدت جنوب داغستان في اطار عمليات هدفها نقل اسلحة وذخائر و"مرتزقة عرب وباكستانيين". واعترفت قيادة القوات الفيديرالية في القوقاز بأن "الوضع متوتر" في منطقتي نوجاي يورث وفيديتو وذكرت ان الشيشانيين يحاولون حالياً السيطرة على مرتفعات استراتيجية في وادي ارغون الذي يربط الشيشان بجورجيا. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري قوله ان في غروزني حالياً 400 مقاتل شيشاني يتنقلون عبر شبكات تحت الارض ويقومون بعمليات ضد القوات الفيديرالية. وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة "فيلت أوم زونتاغ" الالمانية ان رئيس جهاز الاستخبارات الالماني اوغست هاينينغ قدم الى برلمان بلاده "صورة بلا رتوش" عن الوضع في القوقاز وقال ان الروس "لا يسيطرون" على الاوضاع، وتوقع انتشار الحرب وشمولها جمهوريتي انغوشيا وداغستان الواقعتين جنوبروسيا اضافة الى دولة جورجيا المستقلة. الا ان الرئيس بوتين قال في حديث الى صحافيين روس يرافقونه في زيارته الى لندن ان الشيشان ستمر قريباً بمرحلة انتقالية مدتها سنة. يجري اثناءها اعداد قانون لنظام هيئات السلطة في الجمهورية الشيشانية وانتخاب رئيس لها. الا ان احتمال تطور الاحداث وفق سيناريو التصعيد دفع عدداً من السياسيين المعروفين الى تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في احداث الشيشان. وقال احد ابرز اعضائها بافل كراشينينكوف وهو وزير سابق للعدل ورئيس حالي للجنة التشريعات في البرلمان ان "الطريق العسكري لا آفاق له". وذكر ان اللجنة تنوي "محاورة مختلف المواطنين ومن بينهم الرئيس الشيشاني مسخادوف".