يبدو ان مناعة السيطرة العالمية لعنوان .com بدأت بالتراجع اذ من المتوقع ان تظهر عناوين اخرى بحلول الصيف المقبل. ويشكل "الاحتلال الافتراضي" cybersquatting احدى العبارات التي درجت مع تطور نسيج العنكبوت العالمي. وتعني هذه العبارة اسلوب حجز عنوان انترنت يحتوي على اسم مؤسسة تجارية معروفة املاً ببيع هذا العنوان للمؤسسة في وقت لاحق وبسعر مغر. الا ان المحاكم العالمية بدأت منذ مدة بقمع هذا الاسلوب بنجاح ملحوظ. ففي شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، اضطر الشخص الذي حجز عنوان www.lankome.com الى التخلي عن هذا العنوان نتيجة دعوى قضائية اقامتها عليه شركة لانكوم الفرنسية الشهيرة لمستحضرات التجميل لأن العنوان يشبه اسمها، Lanc™me على رغم وجوده في دولة ليتونيا. وجاء في حيثيات الدعوى ان الجرم حدث في فرنسا لأنه يمكن منها مشاهدة الموقع الذي يحمل هذا العنوان. والحال ان بيع العناوين الالكترونية للاسماء المعروفة بالمزاد العلني على شبكة انترنت اصبح يشكل اليوم جريمة تزوير. احتكار غير معلن باختصار، تنبع المضاربة بعناوين نسيج العنكبوت مباشرة من قواعد اعطائها التي تختلف باختلاف نوع لاحقة العنوان. ففي مجموعة اولى نجد المستوى الاعلى لاسماء المناطق الاساسية top level domains مثل .com وnet و.org و.edu التي يتم اعطاؤها بشكل مستقل عن بلدان المنشأ للموقع وباعتماد قاعدة تلبية اول من يأتي مما خلق وضعاً من البلبلة في هذا المجال. ومنذ عام 1993 وحتى صيف 1999، كانت نتوورك سولوشنز هي الشركة الوحيدة المخولة تسجيل هذه اللاحقات. بمعنى آخر، كنا هنا امام احتكار بالمعنى الصحيح للكلمة وبقاعدة بيانات تحتوي على تسعة ملايين عنوان. بعد ذلك قامت نتوورك سولوشنز بتكليف مؤسسة انترنت لتخصيص الاسماء والارقام ايكان، www.icann.org، وهي مؤسسة لا تتوخى الربح، تعيين مؤسسات لتسجيل هذه اللاحقات خارج الولاياتالمتحدة. وفي اوائل آذار مارس الماضي، قامت شركة فيريساين المتخصصة بالتأكد من صحة البيانات المشفرة بشراء نتوورك سولوشنز بمبلغ 17 بليون دولار. وظهرت بعد ذلك مجموعة اسماء المناطق الاساسية الوطنية التي تدل على بلد المنشأ. وصار كل بلد يحدد بنفسه قواعد اعطاء العناوين مثل .uk لبريطانيا و.lb للبنان وهكذا.الا ان لاحقة .com ظلت هي المفضلة منذ بدايات نسيج العنكبوت العالمي بين مصممي المواقع المهنيين وحتى الهواة الذين يفضلون اضفاء صفة "المؤسسة العالمية" على مواقعهم. وشهدت سوق اعطاء العناوين العديد من الصفقات التي بلغت مئات الالوف من الدولارات لشراء اسماء تحول العنوان من لاحقة بلد المنشأ الى لاحقة .com للدلالة على التوجه العالمي للمؤسسات. مطلوب حل بإلحاح يبدو واضحاً من حال سوق عناوين نسيج العنكبوت ان مشكلة ندرة هذه العناوين تحتاج الى حل سريع، ففي الولاياتالمتحدة، بدأت تظهر بوضوح الاضرار التي يسببها الاحتلال الافتراضي للعناوين الى درجة دفعت بنتورك سولوشنز الى انشاء موقع www.domainmagistrate.com على النسيج ليلعب دور الوسيط الافتراضي لحل النزاعات الناتجة عن العناوين. ولا يتمتع هذا الموقع بأي صفة قضائية اذ يقتصر دوره على المعاملات الادارية التي لن تساهم في حل النزاع الا اذا كان التزوير واضحاً في العنوان. وفي حال عدم نجاح هذه الوساطة، يمكن للمشتكي ان يلجأ الى القضاء اذا رغب في ذلك وكان مستعداً لتحمل النفقات الكبيرة والوقت الضائع. ومن جهتها اتخذت المنظمة العالمية للملكية الصناعية www.wipo.int منذ شهر كانون الاول ديسمبر 1999 اجراءات تخفف من وتيرة التسجيل غير المشروع لعناوين النسيج. هذا على صعيد الوساطات. اما في الحلول الاخرى، فيبقى انشاء عناوين عنكبوت جديدة من انجع الوسائل لمحاربة الاحتلال الافتراضي. وفي هذا المجال، كانت محاولة اولى خلال عام 1997 قد فشلت وحالت دون اعطاء المستخدمين لاحقات مثل .arts و.info و.web و.store وغيرها. وفي اجتماع في القاهرة بين 7 و10 آذار الماضي عادت مؤسسة ايكان لطرح هذا الموضوع مجدداً جاعلة من يوم العاشر من نيسان الحالي الحد الاقصى للحصول على توصيات مجلس الاسماء حول هذا الموضوع. ومن المنتظر ان تُعلن توصيات المؤسسة في يومي 15 و16 تموز يوليو القادم. من جهتها، تحاول المفوضية الاوروبية التخفيف من سيطرة .com العالمية بوضع لاحقة خاصة بها هي .eu وفي الولاياتالمتحدة، بادر مشروع مستهلكي التكنولوجيا Consumer Project of technology باقتراح سبعة اسماء مناطق جديدة على مؤسسة ايكان لتشجيع حرية التعبير. وبين الاسماء المقترحة، خصص المشروع لاحقة .sucks اي عديم الجدوى او الاخلاق في العامية للتجمعات الغاضبة من مسألة ما. ففي حال وجدت مجموعات غاضبة من تصرفات شركة مايكروسوفت مثلاً، يمكنها اعتماد عنوان العنكبوت التالي: www.microsoft.sucks. ومع ان هذا الاقتراح يبدو هزلياً للوهلة الاولى الا انه دليل على الاختناق الذي سيحل في ساحة عناوين العنكبوت اذا لم يتم اقتراح اي جديد. الحصول على عنوان في النسيج لا يستغرق حجز عنوان على نسيج العنكبوت اكثر من الوقت الضروري لشراء اي سلعة اخرى، بشرط ان يكون هذا العنوان متاحاً. ويسمح معظم المواقع التي تقدم هذه الخدمة بالدفع ببطاقات الائتمان ولا يتعدى سعر العنوان 70 دولاراً. لكن تحتاج احياناً هذه العملية الى نفس طويل اذ ان العنوان يمكنه احتواء عدد من الحروف يصل الى 67 حرفاً، الا انه كلما كان قصيراً كلما حفظه الزوار بسهولة اكبر. يجدر التذكير هنا بأنه من المستحسن الابتعاد عن العناوين التي تقترب بلفظها او بكتابتها من اسماء مؤسسات معروفة، ويمكن التأكد من سلامة الاختيار لدى خدمة Whois في موقع www.networksolutions.com. من حصاد عناوين النسيج نظر بعض الاخصائيين بتوجس على الحملة التي اطلقها المجر في بداية شهر آذار لتشجيع التجارة الالكترونية من خلال ازالة اي عقبات امام تسجيل عناوين بلاحقات .hu 8 ملايين دولار: هذا هو المبلغ الذي دفعه بائع كتب سمعية لشراء عنوان MP3audioboks.com من مطور مستقل. منذ نهاية 1998، تتاجر توفالو وهي دويلة صغيرة في المحيط الهادي بلاحقتها الوطنية .tv التي تستهوي كثيراً شركات التلفزيون التفاعلي. في المجال نفسه باعت جزر توغا حتى الآن 20 الف عنوان بلاحقتها .to وذلك بسعر 150 دولاراً للعنوان الواحد. يقاضي حالياً عملاق علب البلاستيك Tupperware مجموعة Tupperweb وهي جمعية من الرسامين الباريسيين. والسبب هو التشابه في الاسم. 15447479: هذا هو عدد عناوين العنكبوت المسجلة حتى الخامس عشر من شهر شباط الماضي. 60 $ من العناوين المسجلة والمنتهية بلاحقة .com حالياً ليست مستخدمة فعلياً.