بيت لحم الضفة الغربية - أ ف ب - طلب الفلسطينيون أمس من الصين تعيين مندوب دائم لها لتسريع عملية السلام في الشرق الاوسط، وذلك خلال لقاء بين الرئيسين الصيني جيانغ زيمين وياسر عرفات في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. ومن جانبه، قال زيمين في لفتة تجاه الفلسطينيين ان أي اتفاق سلام مع اسرائىل يجب ان يكون مستندا الى قرارات الاممالمتحدة الخاصة بالانسحاب من الاراضي المحتلة، مشيرا الى ان بلاده ستدعم الفلسطينيين في كل المنابر الدولية والاممالمتحدة، علما ان الصين احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وصرح وزير التعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث في ختام لقاء استمر ساعتين بين عرفات وزيمين: "طلبنا من الصين تعيين مندوب دائم لعملية السلام". واضاف: "ندرك الموقع المهم الذي تتبوأه الصين على الصعيد العالمي وكذلك علاقاتها القوية مع اسرائيل ومركزها الاقتصادي القوي". وذكر عرفات في المؤتمر الصحافي في ختام لقائه مع الرئيس الصيني: "لا نستطيع ان ننسى ان الصين قيادة وشعبا وقفت مع الشعب الفلسطيني في الخطوات والنضالات والمواجهات التي واجهناها على الصعد كافة". وقال: "نعتز كثيرا بعلاقة الصداقة التي تربط الشعب الفلسطيني بالشعب الصيني الصديق، وزيارة الرئيس الصيني الى فلسطين خصوصا الى مدينة بيت لحم التي تحتفل بالالفية الثانية لميلاد السيد المسيح شأن مهم جدا ليس فقط على الصعيد الفلسطيني وانما ايضا على الصعيد العربي والاسلامي والمسيحي". وردا على سؤال عن الاقتراح الاسرائيلي باقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على 65 في المئة من الاراضي، قال عرفات: "هذا غير صحيح. انهم يريدون النيل من عزيمتنا وموقفنا ثابت وهو يقوم على اساس الارض مقابل السلام وتصديق القرارات الدولية 242 و338 وكذلك القرار الخاص بمسألة القدس والقرار 194 الخاص بقضية اللاجئين". وكان عرفات يرد على نبأ بثه التلفزيون الاسرائيلي اول من امس ويفيد بان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يعتزم تحديد مساحة الدولة الفلسطينية المقبلة ب 65 في المئة من الضفة الغربية وقطاع غزة من دون اي تنازل عن مسألتي القدسالشرقية واللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 5،3 مليون. واضاف عرفات ان "السلام خيار استراتيجي لنا ونحن حريصون على الوصول الى حلول سريعة لتطبيق الاتفاقات التي وقعناها مع الاسرائيليين". وقال الرئيس الصيني: "اجريت محادثات جيدة جدا مع الرئيس عرفات تناولت العلاقات الثنائية وعملية السلام". واشاد ب"المرونة والواقعية التي تبديها السلطة الفلسطينية برئاسة عرفات في مفاوضات عملية السلام". واكد ان "الصين تؤيد قرارات الاممالمتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومبدأ الارض مقابل السلام، ومستعدة للمشاركة في دفع عملية السلام"، مشيرا الى انه، ومع ان الصينوالفلسطينيين متباعدون جغرافيا، فان الصين ستدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني. وكان في استقبال زيمين لدى وصوله الى بيت لحم، وهي الزيارة الاولى لرئيس صيني الى الاراضي الفلسطينية، الرئيس الفلسطيني عند مدخل مقر الرئاسة في المدينة. وعزف النشيدان الوطنيان خلال مراسم استقبال رسمية جرت بحضور اعضاء الحكومة الفلسطينية وممثلين عن المجلس التشريعي الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لفتة صينية وألقى زيمين لاحقا كلمة امام ممثلي المجلس التشريعي الفلسطيني في فندق كبير في بيت لحم. وفي لفتة اخرى تجاه الفلسطينيين بعد العشاء أمضى زيمين الليلة في مقر اقامة عرفات في بيت لحم وليس في اسرائيل.