بعد القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، شن الرئيس ياسر عرفات حملة ديبلوماسية للمطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. فبعث برسالة الى كل من الرئيسين السوري فلاديمير بوتين والصيني جيانغ زيمين، واستقبل مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن والمبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس، وواصل اتصالاته العربية. في غضون ذلك، قال قائد جهاز الامن الوقائي الفلسطيني ان عرفات ما زال يرى فرصة ضئيلة في الوصول الى السلام. البيرة، غزة - أف ب، رويترز - اكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني امس ان "الرئيس ياسر عرفات يطالب بوجود قوات دولية فورية لحماية الشعب الفلسطيني. ونحن مصرون عليها نتيجة للاعتداءات الاسرائيلية المستمرة خصوصا ان الحكومة الاسرائيلية تمارس حربا يومية على الشعب الفلسطيني من خلال القصف والعدوان والحصار". وكانت اسرائيل شنت غارات متواصلة على مدن غزة ورفح ودير البلح وبيت لاهيا وجباليا والنصيرات ردا على الهجوم على باص مدرسي للمستوطنين اسفر عن مقتل مستوطنين. وطال القصف مقرات ومكاتب للشرطة واجهزة الامن الفلسطينية وتلفزيون فلسطين وقناته الفضائية ومكاتب لحركة "فتح"، اضافة الى بنايتين سكنيتين واكثر من منزل في غزة وضواحيها التي غرقت في الظلام بعد انقطاع الكهرباء فيما خلت شوارعها من المارة وبدت كمدينة اشباح. وادى القصف الى اصابة نحو 50 شخصا بجروح وحروق، فيما رد رجال امن فلسطينيون باطلاق النار من اسلحة رشاشة باتجاه المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض. رسائل عاجلة وقال ابو ردينة ان "التحرك الفلسطيني والاتصالات التي تمت خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة مع دول العالم ترمي الى الاسراع في ارسال مراقبين". وطالب "مجلس الامن بسرعة اتخاذ القرار وما حدث من قصف جوي وبحري اسرائيلي لغزة سبب جديد لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل السريع". وكشف ان "عرفات بعث اليوم برسائل عاجلة الى الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس جيانغ زيمين" تتعلقان "بضرورة التحرك السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ودعم الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن بإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي الوحشي". واشار الى ان عرفات بدأ مساء الاثنين حملة ديبلوماسية كبيرة خصوصا بعد القصف الإسرائيلي الوحشي، مؤكدا ان الاتصالات الفلسطينية - العربية مستمرة على مدار الساعة لمواجهة التحديات والتطورات. وكان ابو ردينة اشار مساء اول من امس الى ان عرفات استقبل في مكتبه في غزة المبعوث الخاص للامم المتحدة لعملية السلام تيري رود لارسن ومبعوث الاتحاد الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس و"اطلعهما على التصعيد الخطير وحملهما رسائل عاجلة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي الرئيس جاك شيراك". واكد الناطق باسم المبعوث الاوروبي برناردينو ليون ان عرفات قال انه يعتزم تشكيل "لجنة للتحقيق في الهجوم" الذي وقع صباحا، موضحا ان عرفات اعرب عن الامل في ان يتابع الرئيس بيل كلينتون "جهوده الديبلوماسية هذا الاسبوع". من جهة اخرى، صرح الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن في مدينة البيرة في الضفة الغربية امس بان "اسرائيل تخوض معركة للقضاء على السلطة الفلسطينية ... لاننا نرفض الاملاءات في المجال السياسي"، معتبراً ان "هذا العدوان يعطي للسلطة في اماكن سيادتها ولشرطتها واجهزتها الحق في حماية ارضنا وشعبنا الوسائل كافة". ورداً على سؤال هل يشمل ذلك حمل السلاح، قال: "نعم في مناطق السيادة وهذا ما فعلناه"، مضيفاً: "نمارس حق السيادة وحق استخدام السلاح للدفاع عن الارض والشعب". وقال ان تفويضاً صدر للشرطة بحماية المتظاهرين في مناطقها من الرصاص الاسرائيلي. القيادة الفلسطينية ومن جانبها، اصدرت السلطة الفلسطينية في ختام اجتماعها الاسبوعي مساء اول من امس بياناً توجهت فيه الى "امتها العربية والاسلامية، دولاً وشعوباً، والى الاممالمتحدة وراعيي عملية السلام الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والصين واليابان ودول عدم الانحياز للتدخل الفوري لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني ووقف هذه الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". واعتبرت ان "الحكومة والجيش الاسرائيليين يتحملان المسؤولية الكاملة عن هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف شعبنا ومؤسساته وبناه التحتية". وكان عرفات صرح خلال زيارة قام بها لمستشفى الشفاء في غزة اول من امس: "هم الاسرائيليون يصعدون العدوان ضد ابناء شعبنا، ضد اطفالنا. ولقد اعلن جنرالاتهم انهم مصرون على الاستمرار في العدوان علينا ضمن خطة اعدوها مسبقاً". واعتبر القصف الاسرائيلي "همجياً"، وقال: "انهم يواصلون العدوان علينا بواسطة الدبابات والبوارج البحرية والطائرات ومدافع الهاون، ويهددوننا بمواصلة العدوان ويقتلون العزل والاطفال والشيوخ والنساء".