غزة - أ ف ب - رام الله -حذر الرئيس ياسر عرفات من ان "الخطوات الايجابية" المتخذة في اطار تنفيذ اتفاق شرم الشيخ "ستفقد قوة الدفع ما لم تتوقف النشاطات الاستيطانية بشكل كامل وليس بشكل انتقائي. الاستيطان ليس فقط عملا غير قانوني بل مخالف للقانون الدولي ومدمر لعملية السلام". وكان عرفات يتحدث امام اجتماع لجنة الشرق الاوسط في الدولية الاشتراكية الذي عقد في مقر المجلس التشريعي في مدينة رام الله في الضفة الغربية. واضاف ان "اتفاق المبادئ يمنع اي اجراء من جانب واحد يخل بنتائج مفاوضات الحل الدائم لذلك لا بد من تجميد جميع اشكال المستوطنات ووقف مصادرة الاراضي كي نتمكن من خوض مفاوضات ناجحة في شأن مستقبل المستوطنات القائمة". وشدد على ان "هذه السياسة يجب ان تنطبق بالتساوي على القدس الموجودة على جدول محادثاتنا وكذلك على بيت لحم"، داعيا في هذا السياق الحكومة الاسرائيلية الى التوقف عن اتخاذ "اجراءات احادية الجانب في القدسالشرقيةالمحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية". ودعا الى التفاوض في شأن الوضع الدائم للقدس على اساس قرارات الاممالمتحدة 242 و338 و425 "باعتبارها الشروط الاساسية لمرجعية عملية السلام ككل". وشدد عرفات على ان "النزاع الفلسطيني - الاسرائىلي هو لب المواجهة العربية الاسرائيلية ولن تكون هناك علاقات سلام حقيقية ودائمة بين اسرائيل وباقي دول المنطقة الى ان تصبح الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف عنصرا مركزيا للاستقرار الاقليمي، كما انه لن يكون هناك سلام فلسطيني - اسرائيلي راسخ الا بالسير في طريق السلام على المسارين السوري واللبناني". وشدد ايضا على ضرورة حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين قائلا: "عند البحث عن سلام دائم والبحث عن مصالحة تاريخية يجب ان نتطلع الى العدالة المطلقة والحقة، الامر الذي يجب ان يجعلنا نتذكر لدى اقترابنا من حل عادل ودائم ان نعمل على حل قضية اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة". انطلاقة جدية؟ في غضون ذلك، أعربت القيادة الفلسطينية عن أملها بأن تشكل القمة الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية المقرر عقدها في اوسلو بعد غد بداية انطلاقة جادة لعملية السلام في المنطقة. وقالت في بيانها الذي اصدرته بعد اجتماعها الاسبوعي في مدينة رام الله ليل الجمعة - السبت والذي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا: "اننا في القيادة نأمل بأن تشكل القمة الثلاثية، التي تضم الرئيسين ياسر عرفات وبيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في اوسلو، بداية جادة وجدية لعملية السلام في المنطقة والمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بعدما ضاع وقت ثمين من دون انطلاق مفاوضات الوضع النهائي". وشددت القيادة الفلسطينية على "المشاركة والرعاية الاميركية الكاملة لهذه المفاوضات والمشاركة الاوروبية والروسية والدولية وتأكيد المرجعية الشرعية والقانونية لهذه المفاوضات خصوصا قراري 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام". ودعت "الجانب الاسرائيلي الى احترام قرارات الشرعية الدولية والتزام تطبيقها الكامل على الارض الفلسطينية كما طبقت على الاراضي المصرية والاردنية وكما وافقت اسرائيل على تطبيقها على الارض السورية في الجولان وجنوب لبنان". وشددت القيادة الفلسطينية على "حرصها التام على انجاح عملية السلام والتقدم الجدي والحقيقي في المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي للمرحلة النهائية". ومن المقرر ان تعقد القمة الثلاثية في اوسلو الثلثاء المقبل على هامش الاحتفال التأبيني الذي تقيمه النروج في الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين. من جهة ثانية، دعت القيادة الفلسطينية "الحكومة الاسرائيلية الى وضع حد للاستيطان المستمر في الاراضي الفلسطينية وتحديدا على مدخل بيت لحم في الضفة الغربية الذي يشكل بؤرة توتر خصوصا ان بيت لحم تستعد للاحتفالات العالمية بالألفية الثانية لميلاد السيد المسيح". واستمع اعضاء القيادة التي تضم الوزراء واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المجلسين الوطني والتشريعي الى تقرير عن النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية. واشار بيان القيادة الى "الموازنة الاسرائيلية الجديدة التي خصصت مبلغ مئة وسبعة وعشرين مليون شيكل لصالح طرق التفافية جديدة ومئة وعشرة ملايين شيكل بهدف التوسع الاستيطاني ومئتين وستة عشر مليون شيكل لتمويل مصادرة الاراضي الفلسطينية بالاكراه". يذكران كل دولار اميركي يساوي 25،4 شيكل.