هراري - أ.ف.ب، رويترز -اتخذت قوى الامن في زيمبابوي اجراءات امنية مشددة ، في ظل مخاوف من تظاهرات للمعارضة تقابلها تحركات مماثلة لأنصار الحزب الحاكم بزعامة الرئيس روبرت موغابي. وسيرت شرطة مكافحة الشغب دوريات في شوارع العاصمة هراري امس، فيما اقامت قوات غير نظامية حواجز على الطرق، تحسباً لاعمال عنف جديدة في اطار التوتر عشية الانتخابات الناجم عن محاولات السود الاستيلاء على اراضي المزارعين البيض. وراقبت الشرطة مداخل المدينة وفتشت السيارات القادمة من الضواحي، مؤكدة انها "تبحث عن اسلحة"، فيما نفذت اجراءات امنية استثنائية لحماية المؤسسات الرسمية. واوضح رجال مكافحة الشغب للمارة انهم "يتوقعون مشاكل"، نتيجة تظاهرة تعتزم المعارضة تنظيمها، علماً ان ناطقاً باسم الحركة من اجل التغيير الديموقراطي، اهم احزابها، اكد ان لا خطة لديها للتظاهر، مبدياً استغرابه لتصرف الشرطة. وفي المقابل، اعلن زعيم حركة المحاربين القدامى السود شنجيراي "هتلر" هونزفي عن تنظيم "يوم للنضال" امس، مؤكداً ان انصاره "سيستعيدون عدداً جديداً من المزارع"، مضيفاً: "انها ارضنا". وصدرت عن الجيش مؤشرات الى استعداده للتدخل في مواجهة اضطرابات محتملة، وحلقت مروحيات بصورة مستمرة فوق المدينة. ونشرت صحيفة "هيرالد" الرسمية ان الجيش مستعد للتدخل للحيلولة دون وقوع مواجهات كتلك التي اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى اخيراً، بحسب ما ذكرت الصحيفة التي اضافت ان مئتي شخص اوقفوا منذ بداية الاضطرابات. ومنذ اسبوعين، شهد وسط هراري مواجهات عنيفة عندما هاجم متظاهرون مؤيدون للحزب الحاكم بزعامة روبيرت موغابي متظاهرين للمعارضة. وجاء هذا التوتر في العاصمة في اطار تصاعد العنف في البلاد منذ شباط فبراير الماضي نتيجة اقدام المحاربين القدامى السود نحو الف من المزارع التي يملكها مواطنون بيض. ورأى بعض المراقبين ان عملية احتلال المزارع تشكل جزءاً من استراتيجية الرئيس موغابي الذي بات موقفه السياسي ضعيفاً، بهدف ترهيب المعارضة والبقاء في السلطة، وذلك قبل شهر من الانتخابات الاشتراعية المقررة في ايار مايو المقبل.