ناقش الحزب الحاكم في زيمبابوي عزل الرئيس روبرت موغابي، بعد ارتباك أثاره تجاهله مهلة انتهت أمس للتنحي عن منصبه، اثر تحديه مطالب بالاستقالة بعد تنفيذ الجيش «انقلاباً أبيض» الأسبوع الماضي. ووَرَدَ في مشروع قرار أعده حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي- الجبهة الوطنية» (زانو- الجبهة الوطنية)، اتهام لموغابي بأنه «مصدر عدم استقرار» ولا يبدي احتراماً لسلطة القانون ومسؤول عن انهيار اقتصادي يُعتبر سابقة طيلة 15 عاماً. وأبدى الحزب ثقة بعزل موغابي في غضون يومين. وكانت اللجنة المركزية للحزب الحاكم أطاحت موغابي من زعامة الحزب، وأبدلته بنائبه السابق إمرسون منانغاغوا، الذي اختارته اللجنة «مرشحاً لها للرئاسة في الانتخابات العامة عام 2018». وأمهل الحزب موغابي (93 سنة) حتى ظهر أمس للاستقالة من رئاسة زيمبابوي، وإلا سيعزله البرلمان، علماً أن ذلك يحتاج إلى غالبية الثلثين. كما طرد زوجة الرئيس غريس (52 سنة) من صفوفه، إضافة إلى قياديين موالين لها، اتُهموا ب «استغلال ضعف (الرئيس) للاستيلاء على السلطة وسرقة موارد الدولة». أتى ذلك بعد تدخل قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيوينغا، إثر إقالة موغابي منانغاغوا، بعدما دخل الأخير في مواجهة مع غريس موغابي التي تعادي كثيرين من قياديي الحزب الحاكم، خصوصاً رفاقاً سابقين للرئيس في النضال ضد الاستعمار البريطاني. لكن موغابي أذهل مواطنيه، إذ ألقى خطاباً مساء الأحد تجاهل فيه الدعوات إلى تنحيه، معتبراً أن الأحداث التي تشهدها البلاد «لا تشكّل تهديداً» لحكمه. وأضاف: «من المقرر أن يُعقد مؤتمر الحزب (الحاكم) في الأسابيع القليلة المقبلة، وسأرأس فاعلياته». وتابع: «أياً تكن السلبيات والإيجابيات حول كيفية قيامه (الجيش) بعمليته، أنا بصفتي قائداً أعلى أعترف بمخاوفه. يجب أن نتعلّم كيف نصفح ونسوّي التناقضات بروحية الرفاق في زيمبابوي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين سياسيين بارزين في زيمبابوي تأكيدهما أن موغابي كان وافق الأحد على الاستقالة، واستدركا أن الحزب الحاكم لم يُرِد أن يستقيل أمام القادة العسكريين، إذ إن ذلك كان سيجعل تدخل الجيش يبدو انقلاباً ويُحدث «بلبلة هائلة». ولفت المصدران إلى أن خطاب موغابي كان يستهدف إضفاء شرعية على تحرّك الجيش. أما شبكة «سي أن أن» الأميركية فبثّت أن موغابي وافق على التنحي ووضع مسودة خطاب استقالة، مضيفة أنه وزوجته سيحصلان على حصانة كاملة. وأعرب زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي عن «إحباط» من خطاب موغابي، قائلاً: «إنه يلعب لعبة. خذل الأمّة بأسرها». ودعا إلى عملية سياسية شاملة، مشيراً إلى وجوب عقد اجتماع لجميع أصحاب المصالح، لصوغ مستقبل البلاد، مع ضرورة أن يشرف المجتمع الدولي على الانتخابات المقررة العام المقبل. أما رئيس جمعية المحاربين القدامى لحرب الاستقلال كريس موتسفانغوا فأعلن أنه سيقود احتجاجات في شوارع هراري غداً، مهدداً بمقاضاة موغابي لإضفاء شرعية على تحرّك الجيش ضده. وأضاف مخاطباً الرئيس: «وفّر على البلاد مزيداً من التأزم، وإلا فسنعيد سكان زيمبابوي إلى الشوارع. هذه المرة سيكون هناك اعتصام. لن نخرج من هراري حتى يرحل هذا الشخص. فقد صوابه». وأرسل رئيس زامبيا إدغار لونغا، الرئيس السابق للبلاد كينيث كاوندا (93 سنة) إلى هراري لإقناع موغابي بالتنحي، في «خروج كريم»، فيما اعتبر ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن موغابي خسر تأييد شعبه وحزبه، وحض على التوصل إلى تسوية سلمية وسريعة للأزمة.