بدأ البرلمان في زيمبابوي تدابير لعزل الرئيس روبرت موغابي، بدعم من الحزب الحاكم والمعارضة، فيما ناشده نائبه السابق «الإذعان لرغبة» الشعب في التغيير، ول«حماية إرثه». وعقد البرلمان جلسة استثنائية للشروع في إجراءات إقالة الرئيس، في ما اعتبره رئيس البرلمان جاكوب موديندا «تحركاً يُعتبر سابقة في زيمبابوي منذ استقلالها». وقال النائب بيساي مونانزفي: «كفى، على موغابي الاستقالة». وقال النائب الآخر فونغاي موبيريري: «نريد أن نتحرر من هذا الحيوان». واحتشد مئات الأشخاص خارج البرلمان، هاتفين «على موغابي الاستقالة». وكانت قيادة حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي- الجبهة الوطنية» (زانو-الجبهة الوطنية) الحاكم أقالت موغابي من رئاسة الحزب وأمهلته حتى ظهر الاثنين الماضي للتخلي عن رئاسة البلاد، وإلا ستبدأ إجراءات عزله. لكن الرئيس تجاهل الأمر، معلناً أنه سيرأس مؤتمراً يعقده حزبه الشهر المقبل. وذكر النائب بول مانغوانا أن الحزب يريد اتهام موغابي (93 سنة) بأنه «أجاز لزوجته الاستيلاء على السلطات» وبأنه «لم يعد قادراً جسدياً على الاضطلاع بدوره، نظراً إلى تقدمه السنّ». واعتبر الحزب الحاكم أن موغابي بات «مصدراً لزعزعة الاستقرار» وقاد «انهياراً اقتصادياً لم يسبق له مثيل» في السنوات ال15 الماضية. وتمكّن المادة 97 من دستور زيمبابوي البرلمان ومجلس الشيوخ من البدء بإجراء عزل الرئيس، بأكثرية بسيطة. وتُشكّل عندئذ لجنة تحقيق لصوغ قرار الإقالة الذي يجب إقراره بأكثرية الثلثين. وبعدما كانت صحيفة «هيرالد» الرسمية أعلنت في آب (أغسطس) الماضي غريس موغابي «أماً للأمّة»، نشرت الاثنين مقالاً بعنوان «رابطة الشباب تطرد السيدة الأولى غير المثقفة». ونقلت عن الرابطة في الحزب الحاكم أن «غريس موغابي تفتقر إلى الأمومة الحقيقية، وهذا ما تدل عليه لغتها الضحلة». وفي مؤشر إلى عزلة موغابي، شارك المدعي العام وخمسة وزراء فقط في اجتماع دعا إليه الرئيس، إذ فضّل الآخرون، وعددهم 17 وزيراً، حضور اجتماع للتخطيط لعزله. وسيطر الجيش على السلطة، بعدما عزل موغابي نائبه إمرسون منانغاغوا، تمهيداً كما يبدو لتسليم الحكم إلى زوجته غريس. منانغاغوا الذي فرّ من زيمبابوي بعد فصله من الحزب الحاكم، كشف أنه على اتصال مع موغابي، وزاد: «دعاني الرئيس للعودة إلى البلاد، لإجراء نقاش حول التطورات السياسية الجارية، وأجبته أني لن أعود ما لم أطمئنّ إلى ظروف أمني الشخصي، نظراً إلى طريقة معاملتي لدى إقالتي». وأضاف: «أدعو الرئيس موغابي إلى أن يأخذ في الاعتبار الدعوات التي وجّهها الشعب لاستقالته، لتتمكّن البلاد من المضيّ. أثبت الشعب بوضوح من دون عنف، رغبته الكبرى في التغيير». وتابع أنه يرغب في مشاركة شعب زيمبابوي في «عهد جديد»، وزاد: «تحدث شعب زيمبابوي بصوت واحد، وأناشد الرئيس موغابي أن يذعن لهذه الدعوة المدوية، بأن يستقيل لتتقدّم البلاد ولحماية إرثه». ووصف قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيوينغا المحادثات بين الرجلين ب «مشجعة»، لافتاً إلى أن «ضمانات كثيرة أعطيت» وأن موغابي «وافق على خريطة طريق» للخروج من الأزمة. ودعا الشعب إلى «الهدوء» و«التحلّي بالصبر». أما رئيس مجموعة المحاربين القدامى كريس موتسفانغوا فدعا مواطنيه إلى التظاهر «منذ الآن» لتسريع سقوط موغابي». وزاد: «على الشعب بأكمله التخلّي عما يفعله والتوجّه نحو السقف الأزرق، مقرّ إقامة موغابي. نريد أن يستقيل فوراً».