تستانف المفاوضات بين السلطة والمعارضة في زيمبابوي الاثنين بهدف التوصل الى توافق حول نقاط الخلاف بعد خطاب يوجهه الرئيس روبرت موغابي للامة خلال حفل تكريم ابطال الاستقلال . وقال الناطق باسم رئاسة جنوب افريقيا موكوني راتشيتانغا لوكالة فرانس برس الاثنين ان " المفاوضات ستستانف اليوم " موضحا ان الرئيس ثابو مبيكي الوسيط في هذه الازمة سيعود بعد ذلك الى جنوب افريقيا . وظهر الاثنين سيوجه الرئيس موغابي كما في كل سنة كلمة للامة خلال حفل تكريم زيمبابويين قتلوا في سبيل استقلال البلاد كما قال مسؤولون في الحكومة . ثم تستانف المحادثات حول تقاسم السلطة تحت اشراف الرئاسة الجنوب افريقية بين روبرت موغابي وزعيم حركة التغيير الديموقراطي ( معارضة ) مورغان تسفانجيراي وزعيم فصيل منشق عن الحركة ارثور موتامبارا كما اوضح الاحد احد المفاوضين عن السلطة نيكولا غوش . وكانت الاطراف المتنازعة بدأت امس مفاوضات لايجاد توافق حول نقاط الخلاف وعلقتها ليل الاحد بعد ساعات طويلة من المحادثات . وقال ادوين موشوريوا الناطق باسم الفصيل المنشق عن حركة التغيير الديموقراطي الاثنين لوكالة فرانس برس ان " 14 ساعة من المفاوضات تثبت وجود خلافات، لو كان هناك توافق لكانت المحادثات استغرقت ساعتين " . من جهتها اشارت صحيفة " ذي هيرالد " الرسمية في عددها الصادر الاثنين ان المحادثات تقترب من التوصل الى اتفاق . وكان موغابي عبر ليلا عن " ثقته " بانه سيتم تخطي العقبات في المفاوضات الهادفة لاخراج البلاد من الشلل الذي بدأ مع الهزيمة التاريخية للنظام في الانتخابات العامة التي جرت في 29 مارس . وقال لدى خروجه من الفندق بوسط هراري حيث جرت المفاوضات الماراتونية مع تسفانجيراي " لم ننته بعد ولكننا توقفنا لبعض الوقت " موضحا ان المفاوضات سوف تستأنف الاثنين . واضاف " هناك عقبات مثل اية مفاوضات ولكن انا واثق من اننا سوف نتخطاها " ولكنه لم يحدد نقاط الخلاف . وطول مدة هذه المفاوضات الاحد التي تلي حوالى ثلاثة اسابيع من عمل فرق المفاوضين، يدل على صعوبة ايجاد اتفاق يتيح اخراج البلاد من الازمة . وفي ما يدل على التفاؤل الذي كان سائدا امس، تم تجهيز قاعة الفندق التي تعهد فيها الرجال الثلاثة في 21 يوليو بالتفاوض من اجل التوصل الى حكومة وحدة وطنية، لاستضافة حفل . وتم استقبال الوسيط الجنوب افريقي الذي وصل مساء السبت الى هراري من قبل نظيره موغابي واعضاء القيادة العملانية المشتركة التي تحظى بنفوذ قوي وتضم قادة الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات والتي لا يمكن الوصول الى اتفاق بدون موافقتها . واعضاء هذه القيادة هم من اقنع الرئيس موغابي ) 84 عاما ) والذي قضى 28 عاما في السلطة بالقيام بكل شيء من اجل الفوز بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 27 يونيو .وبالواقع كان موغابي المرشح الوحيد لان منافسه انسحب مع حصول اعمال عنف بحق مناصريه . وكان فصيلا حركة التغيير الديموقراطي حصلا في 29 مارس على غالبية مقاعد مجلس النواب فيما تقدم تسفانجيراي الى حد كبير في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية .لكن الرئيس موغابي رفض هذه النتائج . وبحسب معلومات غير مؤكدة للصحافة في جنوب افريقيا فان المفاوضات سجلت تقدما حاسما عبر التوافق على عفو يشمل المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في مطلع الثمانينات بحق اقلية نديبل في جنوب البلاد واولئك الذين دبروا اعمال العنف بحق المعارضة . واشارت الى احتمال التوصل الى اتفاق ايضا حول مسالة الارض التي يثير اعادة توزيعها على الغالبية السوداء توترا . وكان الرئيس موغابي استرد في بادىء الامر المزارع التي كان يديرها البيض على اساس طوعي بموجب اتفاقات الاستقلال عام 1979 مع القوة المستعمرة البريطانية . لكن قدامى المحاربين اطلقوا عام 2000 حملة احتلال عنيفة للاراضي ادت الى اصلاح زراعي .وغادر حوالى اربعة الاف مزارع من البيض زيمبابوي ما ادى الى تراجع كبير في الانتاج الزراعي .