رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الخوض في مسألة التطبيع بين اليمن واسرائيل وابلغ مسؤولين في الادارة الأميركية اثناء زيارته لواشنطن بداية الشهر الجاري ان موقف اليمن لا يمكن التفاوض حوله في ما يتعلق بالتطبيع. وأكد مصدر كان ضمن اعضاء احزاب المعارضة في الوفد الذي رافق الرئيس صالح في جولته الأخيرة الى كندا واميركا وايطاليا ان مسؤولين في الحكومة الأميركية طرحوا صراحة على الرئيس صالح وبإلحاح اقتراحات تتعلق بالتطبيع مع الدولة العبرية وان بصورة تدريجية. وقال المصدر ل"الحياة" امس ان الرئيس صالح حسم مع الأميركيين هذا الموضوع ورد بأنه لا يمكن أن يتم التطبيع بقرار سياسي ما لم يتحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وعودة الحقوق العربية وانسحاب اسرائيل من دون مراوغة من الأراضي العربية في فلسطين وجنوب لبنان والجولان. وأضاف المصدر ان علي صالح أبلغ المسؤولين الأميركيين أثناء الزيارة رغبة اليمن في تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة ما دامت تنطلق من مبدأ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية والمصالح المشتركة من دون مؤثرات خارجية على هذا التوجه في البلدين. وتابع المصدر ان علي صالح والوفد المرافق له من الحكومة وأحزاب المعارضة شعروا بمحاولة الأميركيين ممارسة نوع من الضغوط على اليمن باتجاه تليين موقفه من التطبيع مع الدولة العبرية غير أن الأميركيين سلموا بالأمر الواقع وشعر جميع اعضاء الوفد المرافق للرئيس بأن الادارة الأميركية تفهمت وجهة النظر اليمنية، خصوصاً وأن علي صالح حرص على تأييد جهود الرئيس بيل كلينتون في تحقيق السلام في المنطقة والتقريب بين جميع الأطراف المعنية. وعلى رغم ان مجلس التنسيق الأعلى لاحزاب المعارضة الذي يتزعمه الحزب الاشتراكي كان اصدر بياناً إبان جولة علي صالح الأخيرة انتقد بشدة اصطحاب شخصيات تمثل احزاب المعارضة ضمن الوفد المرافق له واعتبرها محاولة لتضليل الرأي العام الدولي إلا أن الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري السيد عبدالملك المخلافي أكد في تصريحات صحافية نشرتها صحيفة "الوحدة" الحكومية أمس ان جولة الرئيس صالح في كندا واميركا وايطاليا كانت من أنجح الزيارات الخارجية لما حققته من نتائج ايجابية. واعتبر المخلافي - الذي كان ضمن الوفد الحزبي المرافق وحزبه عضو في مجلس التنسيق - مشاركة احزاب المعارضة ضمن الوفد المرافق للرئيس خطوة ايجابية تعكس وجود نظام ديموقراطي تعددي في اليمن لأنه لا يجوز للسلطة أن تنفرد بكل شيء ولا يجوز للمعارضة ان تعتبر نفسها مجرد خصم للسلطة، معتبراً ان التعاون بين السلطة والمعارضة، وبالذات في القضايا الوطنية ومن ضمنها الشراكة في السياسة الخارجية، مسألة مهمة عكستها مبادرة الرئيس صالح لأنها ترسي أسساً ايجابية. ومن جانبه، قال الأمين العام للحزب الناصري الديموقراطي السيد عبده الجندي في تصريحاته انه لم يكن هناك خلاف في طرح الحكومة والمعارضة لأن كل ما كان يطرحه الأخ الرئيس يحظى بالموافقة من جانب المعارضة رغم اختلاف توجهاتها معتبراً أن جولة الرئيس صالح أظهرت مكانة اليمن أمام الآخرين بصورة تدعو الى الفخر والاعتزاز خصوصاً وأن الدول الثلاث أكدت استعدادها لدعم الديموقراطية في اليمن ومسيرة التنمية والاصلاحات الشاملة وتعزيز الشركة الاستثمارية مع هذه الدول. الى ذلك، أكدت الحكومة اليمنية مجدداً ان السماح لأفواج يهودية بزيارة اليمن لغرض السياحة لا يعني بأي حال من الأحوال ان اليمن ماضية نحو التطبيع مع الدولة العبرية. وقال مصدر حكومي رفيع المستوى ل"الحياة" امس ان السياح اليهود يدخلون اليمن بوثائق سفر غير اسرائيلية ومعظمهم يتحدرون من أصول يمنية وهدفهم زيارة أقارب لهم من الطائفة اليهودية في اليمن ومواقع اثرية وسياحية ومناطق سكنها اليهود اليمنيين قبل هجرتهم منذ خمسين عاماً. واعتبر المصدر ان اليمن يواجه حالياً حملة اعلامية مدبرة عبر وسائل اعلامية داخلية وخارجية هدفها خلط الحقائق والنيل من المواقف اليمنية الثابتة من التطبيع مع الدولة العبرية الذي أكدته الحكومة اليمنية على أعلى المستويات وهو ان لا تطبيع قبل عودة الحقوق العربية وتحقيق السلام العادل والشامل. وأشار المصدر الى أن الجمهورية اليمنية تظل ملتزمة بمبادئها ومواقفها ولم تفلح اسرائيل رغم المحاولات الكثيرة في جرها أو استدراجها سواء عن طريق الخديعة أو الإغراء لبدء التطبيع.