اثارت تصريحات السفير الأمريكي بصنعاء توماس كراجسكي حول توقف التقدم الديمقراطي في اليمن الكثير من رددود الأفعال. حيث اتهمت صنعاء في تصريح نسب لمصدر اعلامي السفير الأمريكي بصنعاء بالتدخل في شؤونها الداخلية معتبرة تصريحات السفير توماس كراجسكي بشأن توقف التقدم في مجال الديمقراطية في اليمن لا يخدم العلاقات بين صنعاء وواشنطن. ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن المصدر القول: «ان اليمن بلد ديمقراطي مستقل والديمقراطية في اليمن أمر يخص أبناء الشعب اليمني دون غيرهم ، وان مثل هذه التصريحات من السفير الأمريكي لا تخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين، وتمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية لليمن». وأضاف: «لا ندري ماذا يريد السيد جرايسكي من الديمقراطية في اليمن؟ وما هي مقاييسه لتقدمها؟ وهل يريدها ديمقراطية على غرار الديمقراطية التي أقامتها قوات التحالف في العراق؟». المحلل السياسي محمد الصبري انتقد إسناد الحكومة اليمنية لتصريحات رسمية تتعلق بتصريحات السفير الأمريكي إلى مصدر إعلامي، وقال: من الأشياء الغريبة في اليمن أن ينسب لمصدر إعلامي رد على تصريحات مهمة تتعلق بالسياسة اليمنية تناولت تصريحات الأمريكان حول توقف الديمقراطية في اليمن. وأضاف: لا ندري من هو المتحدث الرسمي باسم اليمن، وماهي الآليات التي تتعامل بها الحكومة مع الجانب الأمريكي. ودعا الصبري المسؤولين عن السياسة الخارجية في البلاد إلى أن يدركوا خطورة ما يطرح من الجانب الأمريكي، وان يأخذ على محمل الجد. واكد الصبري ان تصريحات كراجسكي متعلقة بالزيارة المرتقبة للرئيس علي عبد الله صالح لواشنطن في نوفمبر القادم. وقال: كل ما يصدر خلال هذه الفترة من الجانب الأمريكي يجب أن يكون له علاقة بالزيارة، نافيا أن تكون التصريحات مؤشرا لأزمة بين البلدين. واعتبر تلك التصريحات دليلا «على أن هناك مؤشرات على تغير الموقف الأمريكي تجاه اليمن في قضايا هامة منها ما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب، والإصلاحات السياسية الداخلية، ومنها ما يتعلق بقضايا إقليمية والسياسة اليمنية الخارجية منها كقضية العراق وإيران والتطبيع مع إسرائيل». وأضاف: هناك رغبة أمريكية في تغيير مايمس الأفكار، وليس المواقف فحسب، وهناك توجه أمريكي لتجفيف منابع هذه الأفكار. وكان السفير الأمريكي بصنعاء توماس كراجسكي عبر عن قلقه من تراجع الديموقراطية فى اليمن و قال في تصريحات صحافية «مؤخراً هناك قلق في واشنطن بأنه بدلاً من الاستمرار على هذا الطريق الواضح إلى المزيد من الديمقراطية، فإن التقدم في اليمن قد توقف» مضيفا: «أنا لا أشكك بالعزم الموجود لدى الأفراد في اليمن ولكني قلق بأن التقدم قد توقف». واكد أن «التقدم نحو الديمقراطية والدفاع عن الحريات الفردية والتقدم نحو توسيع هذه الحريات هذا كله مهم جداً للولايات المتحدة الأميركية» قائلا: «ونحن نقلق عندما نرى هذا التقدم قد توقف». وزاد «أن الأمن لا يمكن أن يستمر بدون ديمقراطية». وتحت عنوان «لا نقبل الوصاية» قالت صحيفة «الثورة» الرسمية في افتتاحيتها ان تصريحات السفير الأمريكي «جاءت مستفزة لمشاعر اليمنيين كونها قد لامست شأنا داخليا يخصهم وحدهم». واضافت: «وحيال ذلك لم يكن ليليق بسفير دولة عظمى ان يزج بنفسه في الحديث عن شأن داخلي يخص ابناء هذا البلد وحدهم كما انه ليس من الحصافة الدبلوماسية والسياسية ان يظهر سفير بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية متأثرا ببعض الاطروحات غير الواقعية باعتبار ان مثل هذا النزوع لايخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين».. وزادت: «أما الشأن الديمقراطي في اليمن فهو شأننا نحن اليمنيون ومن غير المسموح لأحد الخوض فيه لكونه الذي يتصل بالسيادة واستقلالية قرارنا الوطني. فاليمن بلد حر ومستقل ولا يقبل الوصاية». من جانبه أكد الدكتور عبد الولي الشميري-سفير اليمن في القاهرة: «إن السفير الأمريكي ليس مندوباً سامياً في اليمن، ولكن عليه أن يعمل من موقعه كسفير على تحسين العلاقات بين البلدين، كما أن عليه عدم الاستماع للمنهزمين جماهيرياً من أحزاب المعارضة الصغيرة تحت تأثير ما يسميها بالنخب السياسية، وهم في الأصل المنهزمون جماهيرياً في الانتخابات النيابة الماضية».