قال الرئيس الأميركي بيل كلينتون ان دور الرئيس المصري حسني مبارك في انقاذ عملية السلام "سيكون في غاية الأهمية خلال الأسابيع أو الشهور المقبلة أكثر من أي وقت مضى"، مشيراً بذلك الى اتصالات يتوقع أن يقوم بها مبارك مع سورية والسلطة الفلسطينية واسرائيل. وأوضح كلينتون في حديث الى رئيس تحرير "الأهرام"، وتنشره "الحياة" بترتيب خاص مع "وكالة الأهرام للصحافة" راجع ص 5، ان محادثاته مع الرئيس السوري حافظ الأسد يوم الأحد الماضي في جنيف "كانت بناءة للغاية، اذ كان من المهم اللقاء وجهاً لوجه"، وأنه طرح "بالنيابة" عن رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك "أفكاراً جادة ومفصلة وشاملة" ويأمل ب"ان يعود اليه الرئيس الأسد بأفكار جادة" لتحريك المسار السوري - الاسرائيلي. وقال الرئيس الأميركي انه ناقش المسار السوري باستفاضة مع الرئيس المصري "وكلانا متفائل بتحقيق تقدم وسنعمل معاً في اتجاه هذا الهدف". وأعرب كلينتون عن اقتناعه بأن كلاً من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وباراك "سيعمل أقصى ما في وسعه للتوصل الى اتفاق على الوضع النهائي في أيلول سبتمبر المقبل"، وهو الموعد الذي كان محدداً سابقاً. وتطرق الحديث الى ما يثار حول العلاقات المصرية - الأميركية ومستقبلها، فأكد كلينتون ان الخلافات بين دولتين مثل مصر والولايات المتحدة "لهما مسؤولياتهما دولياً واقليمياً" هي "أمر طبيعي لكنها تتضاءل وتتوارى أمام الحيوية غير العادية التي تتميز بها العلاقات بين البلدين". وأشار الى أن الرئيس مبارك "كان له الفضل في تأسيس اطار مؤسسي قوي ومنظم للعلاقات الثنائية ومن أبرز آلياته المشاركة الاقتصادية والتعاون العسكري والحوار الاستراتيجي". وبالنسبة الى العراق شدد كلينتون على أن برنامج "النفط مقابل الغذاء" استهدف خصوصاً المساهمة في رفع المعاناة عن الشعب العراقي، لكنه لاحظ "ان الأمر الواقع يشير، للأسف، الى أن نظام صدام يتعمد إعاقة وصول المساعدات الانسانية، خصوصاً الى الجنوب، وذلك لأنه يريد استغلال معاناة الشعب العراقي، لتخفيف العقوبات دون الوفاء بالتزاماته" الدولية.