ركزت محادثات القمة بين الرئيسين بيل كلينتون وحسني مبارك في البيت الأبيض أمس على عملية السلام في الشرق الأوسط وسبل دفعها على المسار الفلسطيني والسوري واللبناني، وشددت واشنطن على "الفرصة الجديدة" لتحقيق تقدم على كل المسارات، فيما اكد الرئيس الاميركي ان السلام يجب ان يشمل لبنان ايضاً وان يتحقق في شكل "يدعم استقلاله وسلامة اراضيه". وذكر مسؤول في البيت الأبيض ان كلينتون ومبارك متفقان على توافر فرصة لتحقيق تقدم على كل المسارات في عملية السلام، مشيراً الى ان الرئيس الاميركي يتطلع الى العمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة. وفي القدسالمحتلة اعلن أمس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك يعتبر الرئيس ياسر عرفات "شريكاً مركزياً في عملية السلام، وينوي لقاءه في اقرب وقت". وبدأت المحادثات الأميركية - المصرية في العاشرة صباح أمس واستمرت حتى الظهر، تلاها مؤتمر صحافي للرئيسين. ثم عقد كلينتون ومبارك جلسة محادثات منفردة استمرت نحو ساعة، تبعها اجتماع موسع للوفدين ضم من الجانب الاميركي كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر، ومن الجانب المصري مبارك ووزير الخارجية عمرو موسى ومستشار الرئيس للشؤون السياسية اسامة الباز، ووزير الاعلام صفوت الشريف، ووزير الاقتصاد يوسف بطرس غالي ورئيس الاستخبارات عمر سليمان. وأقام كلينتون غداء عمل تكريماً للرئيس مبارك والوفد المصري. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض ان كلينتون تبادل وضيفه الآراء ووجهات النظر في شأن "الفرص الجديدة المتاحة الآن لتحقيق تقدم في عملية السلام على المسارات كافة". ووصف المسؤول المحادثات بأنها كانت جيدة خصوصاً ان علاقات كلينتون بمبارك "مثمرة ووثيقة". ولفت الى وجود "نافذة مفتوحة" في الشرق الأوسط لاحراز تقدم على كل المسارات خصوصاً بعد تشكيل باراك حكومته، مشيراً الى ان التطورات الايجابية الاخيرة "ستعطينا فرصة في الاسابيع والاشهر المقبلة للتحرك نحو الهدف المشترك اي العمل من اجل حل شامل على كل المسارات". وتابع ان الرئيسين الاميركي والمصري تطرقا الى مسائل اخرى ذات اهتمام مشترك، منها الوضع في العراق وسبل رفع معاناة الشعب العراقي من خلال برنامج "النفط للغذاء". وجرى التداول ايضاً في مشروع القرار البريطاني المعروض امام مجلس الأمن في شأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق، وعرض قضايا اخرى اقليمية بينها ليبيا واثيوبيا واريتريا واوضاع كوسوفو. ورفض المسؤول التحدث عن امكان ارسال مصر قوات للانضمام الى القوة الدولية في كوسوفو، لكنه اشار الى دلائل على امكان مشاركتها في هذه القوة. وأكد ان الجانبين تداولا في سبل مساعدة مصر على تعزيز اقتصادها. في غضون ذلك، وافق مجلس الشيوخ على تخصيص 12.6 بليون دولار للمساعدات الخارجية التي اعتبرتها ادارة كلينتون ليست كافية و"غير مناسبة"، وهددت باستعمال حق النقض الفيتو ازاءها. ولا يتضمن مشروع قانون المساعدات 350 مليون دولار مخصصة لكل من السلطة الفلسطينية واسرائيل لتنفيذ اتفاق "واي ريفر"، كما انه يقل نحو 1.9 بليون دولار عن المبلغ الذي طلبته الادارة الاميركية من الكونغرس. ويشمل مشروع القانون 1.3 بليون دولار من المساعدات العسكرية و735 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية لمصر، و1.92 بليون دولار من المساعدات العسكرية و960 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية لاسرائيل. وسيحصل الأردن على 150 مليوناً مساعدات اقتصادية، وخصصت عشرة ملايين دولار للمعارضة العراقية بالاضافة الى 175 مليون دولار لبرامج تتعلق بمحاربة الارهاب و535 مليون دولار لاعادة اعمار كوسوفو والدول المجاورة، منها 20 مليوناً لتدريب قوات أمن في كوسوفو وتسليحها.