"ان اسرائيل مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام مع سورية من النقطة التي توقفت عندها في شباط فبراير 1996". هذا ما صرّح به امس داني ياتوم المستشار الأقرب الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وبذلك تكون اسرائيل تجاوبت مع الشرط السوري الأساسي والوحيد من اجل احياء المسيرة التفاوضية. ويأتي ذلك بعد سلسلة رسائل ايجابية تبادلتها دمشق وتل أبيب وشارك فيها كل من الرئيس حافظ الأسد وباراك في كلام غير مسبوق لأي منهما عن الآخر. وأوضح ياتوم للصحافيين بعد لقاء بين رئيس الحكومة الاسباني خوسيه ماريا اثنار وباراك: "نحن لا نعارض الطلب السوري معاودة المفاوضات من حيث توقفت. لكن هذه النقطة مسألة خاضعة للتفسير". وأكد أن "إسرائيل لا تضع اي شرط مسبق لمعاودة المفاوضات". وكانت المحطة الاخيرة في هذا السياق الذي افتتحه انصار باراك في الانتخابات الزيارة التي قام بها اثنار الى سورية واسرائيل وختمها أمس قائلاً ان لديه "معلومات معينة" عن موعد استئناف المفاوضات. وكان اثنار أشاع جواً من "التفاؤل" بإمكانية استئناف المفاوضات السورية - الإسرائيلية في المستقبل القريب قبل دقائق من إنهاء جولته الشرق اوسطية التي اختتمها في إسرائيل. وقال اثنار في مؤتمر صحافي عقده وحيداً قبل مغادرته المنطقة ان لديه "معلومات معينة" حول موعد استئناف المفاوضات، معرباً عن تفاؤله من نتائج زيارته لكل من سورية وإسرائيل. وقال المسؤول الإسباني انه زار إسرائيل لتحقيق هدفين أولهما نقل رسالة من الرئيس السوري حافظ الأسد الى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك وأشار أن الأخير حمّله رسالة جوابية للأسد. أما الهدف الثاني الذي ألمح اليه اثنار دون الدخول في التفاصيل فهو بذل الجهود لترتيب لقاء بين الأسد وباراك في مدريد. راجع ص 3 هدفان وقالت مصادر قريبة من المسؤول الإسباني ل"الحياة" ان اثنار يسعى الى تفعيل دور إسبانيا في العملية السلمية في الشرق الأوسط خاصة على المسار السوري - الإسرائيلي بسبب "العلاقة الخاصة" التي تربطه بالرئيس الأسد. وامتنعت إسرائيل عن الإفصاح عن فحوى الرسالة الشفهية التي نقلها اثنار من الرئيس السوري الى باراك الا أن مصادر سياسية إسرائيلية قالت ان اثنار أكد "استعداد الأسد لدفع العملية السلمية واستئناف المفاوضات مع إسرائيل" وقالت الإذاعة الإسرائيلية أنه "لم يتضح إذا ما كان الرئيس السوري وضع شروطاً مسبقة لاستئناف المفاوضات". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي دافيد ليفي صرح انه فهم من اثنار خلال لقائه معه أن الأسد "قد لا يطالب بأية شروط مسبقة". وقال ليفي ان إسرائيل لا تقبل بوضع شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات مضيفاً ان "التعنت السوري" بهذا الخصوص قد يفشلها. واعلن في اسرائيل امس ان باراك سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني مساء غد السبت عند معبر ايريز ويزور القاهرة الأحد للاجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك علماً انه اتصل بهذا الاخير امس لاطلاعه على اجواء لقاءاته مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون.